تؤكد نتائج الأبحاث والدراسات العلمية أن الطفل العربي المسلم يتعرض لمؤثرات خطيرة، تؤثر على شخصيته في مراحل تكوينها ومن تلك المؤثرات الإعلام.. وخاصة بعد ظهور العديد من السلبيات الإعلامية، مثل المسلسلات المعربة التي تتصف بالعولمة والتي تبطن الدعوة لفقدان القيم والهوية. فالأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع فهي المؤسسة التربوية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتعرف على الكون من خلال منظار القيم والحوار الأسري، إلى جانب أهمية دور المؤسسات الداعمة مثل المسجد والمدرسة والمجتمع، فتكوين شخصية وقيم الطفل تبدأ في خلال السنوات الخمس الأولى وتعتبر المرحلة الذهبية لغرس القيم والتوجيه التربوي. فثبت علمياً عندما يبلغ الطفل السابعة من العمر يكون أكثر من (90%) من القيم قد رصدت في العقل، وعندما يبلغ الواحدة والعشرين تكون جميع القيم قد اكتملت واستقرت.
وهذه دلالة على أهمية إلمام الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا ثاقب الرؤية صاحب شخصية قوية بل شخصية فاعلة في المجتمع موقنا ومفرقا بين الحق والباطل، قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ، إلى جانب تميز ملامح هويته الشخصية وسلوكه وأخلاقه. قال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وما أجمل مقولة عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- الصلاح من الله والأدب من الآباء وإهمال تربية الأبناء جريمة يترتب عليها أَوْخَم العواقب. ولذلك ينبغي على الأسرة اتخاذ منهجية نحو تربية الأطفال نذكر منها:
- غرس مبادئ العقيدة الإسلامية بأسلوب مبسط يتناسب مع مرحلة الطفل . - التركيز على التربية الأخلاقية، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما. - تخصيص وقت للحوار الأسري والمناقشة المتبادلة وضرب الأمثلة بأضرار الإعلام السلبي. - إشراك الأطفال بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة. - ضرب المثل بتبادل الأدوار عند النصح والتوجيه ويتم من خلال وضع الطفل في دور الأب أو الأم عند خطأ الابن. - مصادقة الأبناء ومشاركتهم بجميع المراحل العمرية. - التشجيع الدائم والاستحسان والمدح، وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية وخاصة عند اجتياز الأخطاء.