ستتوج الألعاب الأولمبية في لندن التي تفتتح رسمياً الجمعة بعد يومين من انطلاق المنافسات بكرة القدم للسيدات، 302 بطل أولمبي، وقد تدخل بشكل نهائي العداء الجامايكي اوساين بولت والسباح الأميركي مايكل فيلبس إلى متحف الرياضيين بعد 4 سنوات من الإنجازات التي حققوها في أولمبياد بكين 2008.
نحو 410 جرامات من الذهب ومثلها من الفضة والنحاس.. سيكون للميداليات المتدلية على أعناق الرياضيين المتوجين حتى نهاية الألعاب في 12 أغسطس، نفس المظهر المجرد، لكن لن يكون لهؤلاء نفس الوزن بالمعنى المجرد أيضاً لأن الأيام الـ15 الكبيرة التي تستغرقها الألعاب قد تدفع بالسباح الأميركي فيلبس (27 عاما) والعداء الجامايكي بولت (25 عاما) إلى دخول المجد الأولمبي من بابه الواسع.
وحصد فيلبس 16 ميدالية منها 8 ذهبيات في أولمبياد بكين 2008، وقد يستطيع تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم لاعبة الجمباز الروسية لاريسا لاتينينا التي أحرزت 18 ميدالية في 3 دورات أولمبية من 1956 إلى 1964.
وحصل بولت من جانبه على ذهبيات 100 و200 والتتابع 4 مرات 100 م في 2008 على غرار الأميركي كارل لويس في لوس انجلس 1984، ويستطيع بدوره تجاوز إنجاز الملك كارل إذا ما نجح في تكرار إنجازه السابق اعتبارا من 5 أغسطس في اليوم الثالث من منافسات ألعاب القوى حيث يقام نهائي سباق 100 م.
ويتعين على بولت وفيلبس، أن يهزما أولاً العدو الداخلي، فهناك على صعيد السباحين الأميركيين راين لوشت الذي حاول استغلال الموقف بعد أن أعلن فيلبس انسحابه وحتى تراجع المعلم عن قراره فهزمه مرتين في مقابل خسارة واحدة في تجارب انتقاء المنتخب الأميركي الأولمبي مطلع يوليو المنصرم.
والفارق موجود أيضا عند العدائين الجامايكيين حيث سيخوض يوهان بلايك اللحظة الكبيرة في الألعاب الأولمبية في نهائي سباق 100 م الذي توج فيه بطلا للعالم قبل عام في مدينة داييغو الكورية الجنوبية، وهو مسلح بأفضل زمن لهذا الموسم هو 75ر9 ثوان أي بفارق 17 جزءا في المئة من الثانية عن الرقم القياسي المسجل باسم بولت في بطولة العالم 2009 في برلين.
وفي أسبوعي الألعاب الموزعين بالتساوي بين السباحة وألعاب القوى، بعض النزالات تترك مساحة لبعض الطامحين أيضاً، فإضافة إلى فيلبس ولوشت في المسبح الموجود في وسط المجمع الأولمبي شرق لندن، قد يسطع نجم بعض السباحين أمثال الأسترالي جيمس ماجنوسن أو الفرنسي يانيك انييل اللذين سيحاولون كسر الإيقاع العادي. سيكون فريق الأحلام الأميركي لكرة السلة رغم غياب دواين وايد وديريك روز وغيرهما، نجماً يصعب التفوق عليه، كما الإيطالية فالنتينا فيتزالي التي تهدف إلى تحقيق لقب رابع في سلاح الشيش ضمن منافسات المبارزة. وحتى هذا التاريخ، رياضيان فقط حققا 4 ألقاب أولمبية في مسابقة فردية واحدة هما فيتزالي وكارل لويس في مسابقة الوثب الطويل.
لكن قلق البريطانيين عموماً وسكان لندن خصوصاً يتمحور حول الطقس الذي سجل أرقاما قياسية في كميات الأمطار التي تساقطت في الأشهر الثلاثة الماضية، خصوصا في مناسبة الاحتفال باليوبيل الماسي للملكة اليزابيت مطلع يونيو.
وقد يعكر مثل هذا الطقس بعض الألعاب التي تقام في الخارج وعلى وجه الخصوص ألعاب القوى، ولهذا طلب المنظمون معاطف واقية من المطر بالآلاف من أجل السماح لكل متفرج اشترى بطاقة من أصل 8ر8 ملايين بطاقة وضعت في البيع، بالاتقاء من المطر. وعلامة الاستفهام الأخرى التي تطرح، تتعلق بالنقل الصعب في الحالات العادية والذي يواجه تهديدا بأن يغزوه ملايين المتفرجين.
وأخيراً هناك أمور متعلقة بالأمن أثارت جدلاً كبيراً في الأسابيع الأخيرة التي سبقت الافتتاح الرسمي، بعد أن أرغم إفلاس شركة خاصة الحكومة البريطانية على استدعاء 3500 عسكري إضافي للسهر على أمن الألعاب بعد 40 عاما من حادثة ميونيخ التي أسفرت عن مقتل 11 رياضيا إسرائيليا. ويشكل الطقس والنقل والأمن 3 معضلات بالنسبة إلى الألعاب، لكن الرياضيين المشاركين الـ10490 يحلمون بتفاديها.