وهبك الله محبة الناس.. ومنحك الله قلبا يُحب الناس.. نادرا ما يجتمع حب العامة على شخص من القادة.. ونادرا ما يتفق الكل على أن هذا لـالجميع.. وأندر منه أن تكون المعادلة بين الحاكم والمحكوم: أنت هم، وهم أنت. يحبون لك الحياة كما تُحب لهم الحياة.. يشعرون أنك منهم، وهم منك!.
الحب هبة ربانية يزرعها الله في القلوب.. لها من الأسباب ما يزيدها، وعليها من الأسباب ما يزيلها.. الحب يأتي بسهولة ويبقى بصعوبة. لأن رضا المُحب غاية لا تدرك.
لم يكن ظهور الملك دحضا للشائعات، بل كان بشارة لشعب أحبه حاكما بادلهم الحب، وكأن الشعب ـ حينما كان قائده مريضا ـ هو الذي يرقد على السرير الأبيض. كل الصحف تبارت في تزيين الصفحة الأولى بـمانشيتات هي الوحيدة التي يتفق عليها الجميع حبا في ملك محبوب، واتفاقا على رجل اتفق العالم على حبه؛ لأنه يمتلك قلبا كبيرا يحب الجميع، ويعفو عن المسيء، وليس بعيدا حين عفا عمن خطط وسعى لاغتياله، وكشف العالم تلك الخطط الدنيئة، فدون التاريخ الدناءة للمسيء وحفظ العزة والرفعة لأهلها.
ليست الأولى التي يفرح فيها الشعب بسلامة خادم الحرمين الشريفين.. صور لحظات وصوله من الرحلة العلاجية في ربيع الأول 1432، ما تزال عالقة في الأذهان؛ لأنها كانت التعبير العظيم عن المحبة من الطرفين: القائد وشعبه.. فرحة الشعب كانت مفخرة لـوطن ولـقائد، ردها بالجميل الكبير، فكانت القرارات الملكية الكريمة.
بوصلة التنمية في عهد الملك عبدالله تغيرت لتشمل كل الأقطار وجميع الأطراف، بعدما صرح بنفسه عن تقصير التنمية في حق بعض المناطق.. فنالت المدن والمحافظات من خير الميزانية التي كانت عاما عن عام تتزايد لتزيد هذا الوطن خيرا وترفع قيمة المواطن.
(بين قوسين) كل ما حدث ويحدث في عهد الملك عبدالله، لا يعني الحب المطلق الذي يلقاه من الشعب والعالم العربي فحسب، لكنه كما يقول الشاعر:
أحبك، لا تفسير عندي لصبوتي
أفسر ماذا؟ والهوى لا يفسرُ.