الرياض: عمر الزبيدي

مثلث جديد يتأهب للانتشار في دول الساحل انطلاقا من مالي

حذر تقرير دولي من تطورات في عمل تنظيم القاعدة في أفريقيا ودخوله في شراكة مع قوى محلية، مستفيدا من حالة الفوضى الناجمة عن الانقلاب الذي شهدته مالي وتراجع مستوى العمل الأمني في كل من الجزائر وليبيا وتونس، مما أتاح له الحركة إلى قلب أفريقيا انطلاقا من دول جنوب الصحراء.
وبين مركز سيريس للدراسات الاستراتيجية في باريس، الذي اطلعت الوطن على ملخصه، أن معلومات استخبارية غربية تؤكد وجود تحالف بين قوات الطوارق في مالي، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الشريعة التي أصبحت تمثل تنظيم القاعدة فعليا في أفريقيا وخاصة مالي، التي تتعرض لعمليات عسكرية واسعة ستسقطها بيد التحالف قريبا بكامل أراضيها. وطالب التقرير بموقف دولي سريع والاستفادة من مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي تأسس بناء على توصية ودعم مالي من قبل الحكومة السعودية بعد أن أقرت الجمعية العامة في قرارها 66/10 (A/RES/66/10) إنشاء المركز داخل مكتب اللجنة المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب، وشجعت الدول الأعضاء على التعاون مع المركز.
وبينت الدراسة أن الخطر الحالي لا يشمل دولة مالي لكنه يهدد أفريقيا كلها أو العالم، وأن هذه المجموعات تعمل بالتنسيق مع مجموعات أخرى نشطة في كل دول العالم من الفلبين وإندونيسيا إلى باكستان وأفغانستان واليمن ونيجيريا وشمال أفريقيا، إضافة إلى الخلايا في كل دول العالم بلا استثناء، معتبرا أن رفع الرايات السوداء وإعلان إقامة الإمارة الإسلامية في مالي يشكل خطرا على إشعال طموح هذه المجموعات للعمل والتجنيد.
واعتبرت الدراسة أن انتقال ثلاثة من قيادات القاعدة الجزائريين من الجزائر إلى مالي يعتبر مؤشرا خطيرا على مشاريع القاعدة، حيث انتقل كل من مختار بلمختار أبو العباس، والذي جاء من ليبيا وناقلا معه كميات كبيرة من الأسلحة النوعية وخاصة مضادات الطائرات والدروع، ويحيى أبو همام أمير سرية الفرقان، وعبد الحميد أبوزيد أمير سرية طارق بن زياد، وتحالفهم مع العقيد إنطا الله آغ آساي قائد حركة تحرير آزواد في منطقة غاو في مالي التي تمت السيطرة عليها بالكامل.
وجاء في التقرير أن هذا القائد العسكري موال لجماعة أنصار الدين المتشددة ويتحكم بأكثر من تسعة آلاف مقاتل مدرب ومسلح بأسلحة حديثة،.
وبين التقرير أن تحالف الحركة الوطنية لتحرير آزواد التي تتبع للطوارق مع القاعدة يمثل خرقاً لتوقعات بصعوبة التواصل بين الجانبين.
وأوضحت الدراسة جوانب تفصيلية عن نوعيات الأسلحة التي وفرها مختار بلمختار والتي نقلت من ليبيا مستغلين غياب الأمن وفتح الحدود بسبب غياب السلطة المسيطرة تماما على الحدود من الجانبين. كما تناولت جنسيات العناصر المقاتلين مع القاعدة في مالي والذين تغلب عليهم العناصر المقبلة من الجزائر والمغرب وموريتانيا والنيجر ثم نيجيريا.