غاب الرئيس السوداني عن قمة الاتحاد الأفريقي في كمبالا أمس، لكن الموضوع السوداني وتحديدا مذكرتي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية

غاب الرئيس السوداني عن قمة الاتحاد الأفريقي في كمبالا أمس، لكن الموضوع السوداني وتحديدا مذكرتي التوقيف الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية، كانتا حاضرتين بقوة ليس لأن البشير هو المتهم بقضايا استنسابية من قبل قاضي المحكمة، بل لأن المحكمة تستهدف المسؤولين الأفارقة.
كان الرد الأفريقي حاسما لجهة التعامل مع مذكرتي التوقيف بحق البشير، فدول أفريقيا وحكامها أعلنوا صراحة أنهم لا يعتزمون تنفيذها، لأن الرئيس البشير يمارس مهماته، وهو ما يسيء إلى التضامن الأفريقي وإلى السلام والأمن في القارة اللذين طالما حاربت أفريقيا من أجلهما طيلة سنوات.
وغياب الرئيس السوداني عن القمة لم يكن خوفا من إجراءات قد تتخذ بحقه من قبل الاتحاد الأفريقي، أو أية دولة من دوله، فالرئيس البشير تحدى المحكمة في بداية التعدي الذي أطلقه القاضي أوكامبو، وسافر إلى دول أفريقية وإلى دول أخرى، غير عابئ بقرارات تتطاير منها رائحة الكيدية والعنصرية. وغيابه بالأمس كان مساهمة من الخرطوم بصورة عامة ومن البشير بصورة خاصة في أن تخرج قمة الاتحاد الأفريقي بقرارات تهم الصالح الأفريقي العام بعيدا عن الشخصانية، خاصة أن أخطارا محدقة بالقارة تستلزم من الحريصين على أمن مواطنيها الكثير من التضحية، خاصة أن دم ضحايا كمبالا لم يجف بعد وتهديدات القاعدة المنطلقة من الصومال مستمرة.