الوسيط الأفريقي يلمح لعقد قمة بين دولتي السودان بإثيوبيا
أعاد الرئيس السوداني عمر البشير مهاجمة المتظاهرين في بلاده ووصفهم بأنهم مجموعة من المتشردين والأطفال، متهماً جهات خارجية وداخلية لم يسمها بأنها تسعى إلى تحريك قطاعات الشارع ضد الحكومة. وقلَّل من فاعلية الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وعدة مدن أخرى بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية. كما قال خلال كلمته أمام حشد ديني مساء أول من أمس إن الدستور الجديد سيكون إسلامياً بنسبة 100% ليكون مثالاً للدول المجاورة التي شهد بعضها فوز الإسلاميين بالسلطة بعد انتفاضات شعبية، وتعهَّد بإشراك كافة القوى السياسية في صياغة الدستور وضمان حقوق الأقليات غير المسلمة. كما التقى البشير أمس بالوسيط الأفريقي ورئيس الآلية الأفريقية للمفاوضات بين دولتي السودان ثامبو أمبيكي الذي قال عقب اللقاء إنه حضر إلى الخرطوم لتقديم تقرير بما توصل إليه الطرفان. وأكد أن التفاوض سيستأنف الخميس المقبل بأديس أبابا بعد أن انفض لمزيد من التشاور. وفيما يتعلق بإمكانية لقاء البشير وسلفا كير على هامش القمة الأفريقية، أكد أنه من المهم جداً أن يلتقي الرئيسان، وأن هناك استعدادات وتحضيرات جيدة لهذا اللقاء.
إلى ذلك قال وزير الدفاع السوداني، عبد الرحيم محمد حسين إن الاجتماعات الأخيرة سادتها روح إيجابية وأظهرت حرصاً وجدية لتجاوز كافة العقبات، كما أكد التزام الطرفين بعدم الرجوع للقوة لتسوية أي خلاف، والتزامهما بوقف العدائيات. وبدوره أعرب رئيس الوفد الجنوبي باقان أموم عن ارتياحه للذهنية الجديدة التي سادت في ختام المفاوضات، مؤكداً استعداد بلاده لإقامة علاقات جديدة مع الخرطوم. وقال إن المفاوضات ستبحث جميع المواضيع، الأمن والاقتصاد وكذلك التجارة والنفط، مع تعهد بتسوية مشكلة الحدود.
من جهة أخرى أعلن حزب المؤتمر الشعبي أمس أن السلطات اعتقلت رئيس المكتب السياسي وأحد أكبر قيادييه كمال عمر مساء أول من أمس، وقال طلب منه ضباط الأمن أن يأخذ معه كثيراً من الملابس مما يعني أنه سيبقى في السجن لمدة طويلة. وأضاف لا أمل في إصلاحات دستورية مع رياح الربيع العربي، ويبدو أن حركة الاحتجاج الشعبية هي أفضل الطرق لضمان عودة الديمقراطية والسلام إلى السودان.