أبها: محمد آل عطيف

عبير القحطاني، طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام ابتدأت قصة معاناتها في عامها الرابع، حيث تعرضت لحادث مروري فقدت على إثره الوعي ولم تفق إلا بعد قرابة العشرين يوما، وهي في العناية المركزة تحت أجهزة التنفس الصناعي، وبعد محاولة إزالة الأنبوب التنفسي وجدت نفسها فاقدة القدرة على النطق، وكذلك صعوبة شديدة في التنفس وبفحصها وجد أن لديها عطب في حبالها الصوتية، وضيق في المجرى التنفسي بسبب طول فترة اعتمادها على أنبوب التنفس الصناعي، مما استدعى إجراء عملية وضع أنبوب عن طريق شق خارجي للقصبة الهوائية، وبعد مراجعة عدة مستشفيات لقرابة العامين وإجراء عدة عمليات، بحثا عن أي بصيص أمل في إنهاء مأساتها انتهى بها المطاف إلى مستشفى الملك خالد للحرس الوطني في محافظة جدة. استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة أورام العنق والرقبة الدكتور محمد القرني قام بمتابعة الحالة بمساعدة فريق طبي، حيث أجرى عدة عمليات لها، ولفت القرني أنه عمد لإجراء عملية منظار استكشافي تم على إثره إجراء عمليات أخرى للطفلة، منها عملية إعادة هيكلة وترميم الحنجرة والقصبة الهوائية بزراعة غضروف تم أخذه من ضلع الطفلة وذلك لتوسيع التجويف في الحنجرة والقصبة الهوائية ووضع دعامة تثبيتية للغضروف وانتهاء بآخر عملية وهي إزالة هذه الدعامة وعمل منظار استكشافي حيث تم التأكد من نجاح العملية ومن ثم إخراج الأنبوب التنفسي الخارجي بعد عدة أيام لتستعيد الطفلة قدرتها على الكلام والتنفس بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى أجهزة التنفس والعودة إلى حياتها الطبيعية من جديد.