كما كان متوقعا، وعبر مسار القضية الفلسطينية منذ 64 عاما، تبدو إسرائيل الضحية، مع أن العالم يشاهد بالعين المجردة كيف تلاحق الطائرات الإسرائيلية المواطنين الفلسطينيين داخل منازلهم وفي سياراتهم، لترميهم بحممها القاتلة.
يريدون من الشعب الفلسطيني أن يكون مستسلما، لا يتحرك ولا يرد على أي اعتداء، وإذا أطلق صاروخا يدوي الصنع، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتُستنفر المنظمات الدولية لتشجب الهجمات الفلسطينية على الشعب الإسرائيلي الأعزل!.
جنون إسرائيل، كان واضحا في غزة، والأيام القليلة المقبلة ستشهد تصعيدا عدوانيا، حسبما يستنتج مما حصل أمس من تطورات.
لم تعط إسرائيل الرئيس محمد مرسي، فرصة الاحتفال بما حققه من تطويق للتصعيد بين الاحتلال وحركة حماس، بعد أن حولت دولة الاحتلال القتل إلى لغة يومية تمارس ضد كل ما يدب على أرض غزة، وعلى الشعب الفلسطيني أن يعي، ألا تفاوض مع المحتل، وأن اللغة الوحيدة التي يفهمها هي القوة.
اختارت إسرائيل غزة، باعتبارها الخاصرة الأضعف سياسيا وأمنيا، فهي بعين المجتمع الغربي مغتصبة للسلطة ـ بخلاف حكومة رام الله ـ وبالتالي، يمكن امتصاص النقمة الشعبية، التي قد تحدث لحظة العدوان عليهاـ هذا إن حصلت ـ وتعود الأمور إلى مجراها.
إنها رسالة عسكرية موجهة إلى السلطة، لعدم الذهاب إلى نيويورك لطلب الدولة غير العضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنها رسالة سياسية موجهة إلى الداخل الإسرائيلي، أن التحالف اليميني المتطرف (نتنياهو- ليبرمان) هو من يحمي الإسرائيليين.