بعد أكثر من 58 عاماً من الغناء والطرب الأصيل، والتأثير في قلوب الجماهير، وبعد أن أصبحت 'فيروز' ليست رمزاً للعاشقين والمثقفين والسياسيين

بعد أكثر من 58 عاماً من الغناء والطرب الأصيل، والتأثير في قلوب الجماهير، وبعد أن أصبحت فيروز ليست رمزاً للعاشقين والمثقفين والسياسيين، بل للبسطاء أيضاً، للباحثين عن الصمت في ثنايا الكلام. بعد كل هذا، يعتقد القاضي في محكمة بيروت أن أمره بمنع السيدة نهاد حداد فيروز من الغناء بسبب الخلاف العائلي بين ورثة الأخوين الرحباني سيكون مؤثراً عليها أو على جماهيريتها. هي بلغت الآفاق بمحبة الناس لها، وأصبح المطربون الشباب يحاولون محاكاة أغانيها حتى ينتشروا ويختصروا المسافة في طريق الشهرة الطويل. كل هذا لم يجعل القاضي يفكر أن محبة الناس لها وعشقها ستتحول إلى نضال، وهذا ما حدث حين أعلن محبوها في العاصمة اللبنانية عن تجمع ومظاهرة من أجل صوت الجمال فيروز.
من المفترض أن تتدخل الحكومة اللبنانية لإيقاف الفوضى التي يقوم بها أولاد منصور نكاية في أولاد عاصي، لأن ما يحدث من خلافات مادية وفنية، تهدم ما بناه الأبوان من فن وحضارة موسيقية، والهدم سيكون على يد أبناء يبحثون عن المادة على حساب الفن الأصيل. فهم حسب تقرير العربية نت للزميلة لميس حطيط لاحقوا أعمال فيروز خارج لبنان، والعرض المقابل هو إيقاف مسرحيات السيدة نهاد حداد واستبدالها بمسرحيات لأبيهم منصور. هذا الإسفاف في الخصومة يحدث أمام مرأى من وزارة الثقافة اللبنانية، ومن الساسة والمثقفين الذين يستمعون طرباً لفيروز كل صباح، ولكن المحصلة أن الحب الحقيقي والدفاع عن من تحب يختفي حين الحاجة لك. هل يستطيع أولاد منصور أن يصنعوا مثل هذا مثلاً:
كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا
كتبنا ميت مكتوب ولهلا ما جاوبنا
كنا نبعتلو مكتوب يبعت مكتوبين
شو قالولك يا محبوب مغير من شهرين
آخر مرة تلاقينا اتصافينا وتراضينا
إن كنك زعلان علينا عالقليلي عاتبنا
بتذكر لماعالدار مسويي طليت
ما بعرف كيف قلبي طار وصار يطير البيت
ولما قلتلي اسقيني صارت تبكي الياسميني
وقلتلي يا مسكيني قلنا تبنا وما تبنا.
القافلة تسير، وستبقى فيروز لو حجروا على صوتها ومنعوها من الغناء، ستبقى رمزاً شامخاً لديه مئات الملايين من الجماهير الذين لن ينسوها من أجل أولاد منصور.