مبالغ خيالية يتقاضاها السماسرة وعصابات الإيواء
أكد رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام بمجلس الغرف السعودية سعد البداح في تصريح إلى الوطن أن هروب الخادمات وانتشار السماسرة الوافدين الذين يعملون وفق عصابات تأوي الهاربات بغرض تشغيلهن برواتب أعلى أصبح أمرا مزعجا للجهات الأمنية والأسر السعودية. معتبراً أن التهاون والسكوت عن تلك المشكلة يشكلان خطرا اجتماعيا وأمنيا واقتصاديا وهدرا لثروات البلاد.
ونفى البداح أن يكون هناك نظام بالمملكة يسمح بتأجير الخادمات الهاربات أو اللاتي جئن للعمرة، مؤكدا أن أضرار العمالة التي تعمل مع عصابات متخصصة في التشغيل المخالف من الرجال والنساء، يوقع أصحاب البيوت في جملة من المشاكل منها استهداف منزل الأسر بالسرقة، وزيادة على هذا قد تنقل الخادمات الهاربات من كفلائهن بعض الأمراض الخطرة والمعدية ونشر سوء الأخلاق بين أبناء الأسر التي تتستر عليهن.
وأوضح أنه خاطب مجلس الشورى بسرعة إيجاد حل لهروب الخادمات مطالباً بإعادة هيكلة الفرق الميدانية الخاصة بمتابعة أماكن وتجمعات العمالة الهاربة، ووضع أرقام تسهل للمواطنين التبليغ عن تلك التجمعات، وتكثيف التوعية بأخطار تشغيل العمالة الهاربة عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، والضرب بيد من حديد على من يقوم بتأجير وإيواء وتشغيل العمالة الهاربة ونشر صورهم عبر الإنترنت. وأفاد بوضع اللجنة خطة لمنع الظاهرة والحد منها من خلال ربط الحوالات بورقة من صاحب العمل، وعدم ترحيل أي من الهاربين قبل التعرف على من قام بتشغيلهم ومعاقبته بالتشهير بالصحف المحلية وعلى حسابه الخاص.
وكانت مدينة جدة قد شهدت خلال الأيام الماضية رواجا في سوق تأجير الخادمات. وقالت أم بيان إنها حامل ولم تستطع استقدام خادمة قبل شهر رمضان فاضطرت للبحث عن طريق أحد السماسرة الذي تعرفت عليه عن طريق حارس العمارة، وفوجئت بارتفاع راتب الخدامة إلى 3000 ريال شهريا، وعلى الرغم من معاقبة القانون المخالفين من الذين يستأجرون خادمات أو عمالة هاربة، بينت أم فهد أنها اضطرت لتشغيل خادمة هاربة بمبلغ 2500 ريال.
وقالت إن موسم شهر رمضان يلقى رواجا وارتفاعا مبالغا في سعر الخادمات وترجع هذا لحاجة الأسر السعودية لخادمات في ذلك الوقت من العام. من ناحيتها ذكرت أم جود أنها بدأت تتصفح مواقع الإنترنت الخاصة بتأجير الخادمات بهدف الحصول على خادمة بسعر مناسب ووجدت عروضا غريبة منها ارتفاع الراتب من 1500 إلى 2800 ريال بشهر رمضان، وتؤكد أن راتبها لا يسمح لها بدفع هذا المبلغ ولكنها ستضطر لاستخدام خادمات الساعة الواحد واللواتي يتجاوز سعرهن ما بين 50 و100 ريال باليوم.
من جهته شدد عضو لجنة الاستقدام بالغرفة التجارية بجدة عبد الرحمن الصبحي على ضرورة إيجاد نظام معاقبة قاسٍ وسريع ضد الأسر السعودية التي تستخدم عاملات منزليات هاربات. وأوضح في تصريح إلى الوطن أن البيوت السعودية تستطيع استقدام الخادمات بسهولة من الخارج وفي وقت سريع، لكن تلجأ بعض الأسر للتستر على بعض الخادمات اللاتي هربن من كفلائهن وإغرائهن بدفع راتب أعلى. وقال إن هذه الأسر التي تستخدم هاربات من كفلائهن سبب رئيس في رفع الأسعار. ودعا الصبحي النساء إلى الاستغناء عن تشغيل الهاربات لما فيه من أضرار بالعائله وأفرادها خاصة إن كانت العاملة مصابة بأمراض سارية أو متورطة مع شبكة سماسرة، مما يعرض الأسرة للسرقة.