الذي أعرفه أن كثيرا من الدراسات المنشورة اليوم تجد اهتماما من الحكومة.. ربما أن مشكلتنا الوحيدة هي كيفية تعاطينا مع هذه الدراسات.. فنحن نشكّل لجانا ونحيل هذه الدراسات للدراسة، ثم نقوم بدراسة النتائج، وبالتالي تفقد الدراسة الأم أهميتها!
من هنا يفترض - حسب اعتقادي - أن الدراسة المقلقة التي نشرتها صحيفة الجزيرة قبل أيام لن تمر بسهولة..
الدراسة متخصصة - وهذا المهم - وتناولت وضع الطرق في منطقة الخليج بشكل عام، وكشفت أن طرقا في بلادنا تصنف بين الأخطر على مستوى العالم.. إذ إننا نفقد يوميا 19 إنسانا وهو معدل حالات الوفاة الناجمة عن حوادث الطرق!
طبعا الدراسة لم تأت بجديد لا نعرفه.. ولم تذع لنا سراً، فنحن نعرف أن الطرق في بلادنا من أخطر الطرق في العالم.. ورقم الوفيات نعرفه من مجالس العزاء التي ما إن يغلق مجلس حتى يفتح مجلس آخر..
لا شك ـ بطبيعة الحال ـ أن لغة الأرقام أبلغ من لغة الوصف.. فوفاة 19 شخصا يوميا في البلد أمر ليس بالسهل أبداً.. هذا يعني مقتل 7 آلاف إنسان سنويا..
أنا لا أبرئ ساحة المرور، لكن أغلب الحوادث تقع على الطرق الخارجية.. أغلب الحوادث يتعرض لها المسافرون على الطرق الطويلة.. والمسافر على هذه الطرق تحت مسؤولية جهتين في البلد.. الأولى وزارة النقل - مع بالغ تقديري واحترامي لمعالي وزير النقل - إذ إن وزارته اهتمت ببعض الطرق على حساب طرق أخرى.. والجهة الثانية التي تتحمل مسؤولية هذه الحوادث هي إدارة أمن الطرق.. أتمنى على وزارة الداخلية أن تتولى مراقبة إدارة أمن الطرق باهتمام أكبر.. فإما أن يتم إلغاء هذه الإدارة النائمة.. وإسناد مراقبة الطرق للمرور.. أو تتم غربلتها تماما لتؤدي 10? من أهداف إنشائها.