محمود علاق
صحفي مقيم في دبي

سألني ابن عم لي: لمَ لا تعود إلى الجزائر، ألا تكفيك سنوات الغربة السبع..؟ ابن عمي من المقيمين في فرنسا، وهو ممن اختاروا الهجرة قسرا لا طوعا.. أجبته سأعود حين تعود، فضحك... هو الضحك في الجزائر بات سلعة متداولة وإن اختلفت مدلولاته، ولنأخذ الضحك على الذقون الذي يمارسه رجال السياسة كمثال.
قبل أيام انتهت الحملة الانتخابية التي من المفترض أنها ستقدم رئيسا للجزائريين الذين ملوا من كثرة الوعود والأحلام التي يطرحها المرشحون.. الجزائريون يريدون من يحقق لهم العدالة الاجتماعية في بلد يرفع شعارا غائبا اسمه العزة والكرامة.
مجموعة من الأسماء ومنذ أن وعيت على الدنيا وأنا لا أكاد أعرف غيرها في المشهد السياسي. هي الأسماء نفسها، وهو الطرح نفسه، والطامة الكبرى أن بعض هذه الأسماء تم تدجينها سابقا لتدخل في ركب الائتلاف الرئاسي.
البعض ممن كان في أحضان السلطة شق عصا الطاعة، وبعد أن رضي بالتدجين لسنوات طويلة تذكر متأخرا أن وضع الجزائر بحاجة إلى تغيير، ومنهم من استغل أو هكذا يهيأ له الأمر، وحاول أن يضع نفسه وصيا بما أنه يرى في نفسه ممثل التيار الإسلامي الأقرب. ولأن الوضع العربي عامة لا يختلف مع صعود التيارات الإسلامية، رأى هؤلاء أن الفرصة جاءت على طبق من فضة لتحقيق النجاح والوصول إلى السلطة، وهي الغاية المنشودة لدى الكثير منهم رغم أن تسلم السلطة هو بداية لمسار طويل مع أحمال ثقيلة المفترض فيها التعبير عن إرادة الشعب وتحقيق أحلامه بالدرجة الأولى.
واقع صعب يعيشه الجزائريون، ولكن يرضون به لأن الخيارات أمامهم محدودة، فالكل لا يريد العودة إلى سنوات الجمر والعشرية السوداء التي ما زالت مطبوعة في ذاكرة الكثيرين، كما أن واقع الحال في دول الجوار ممن اختارت التغيير ليس بالمثال الذي يغري بعد أن حادت الأمور عن أهدافها التي قامت بالأساس من أجلها.. أما أنا فسأعود يوما ما.. ربما حين تختفي جمهورية موريتي.