الأمم المتحدة تبقي على مراقبيها وتدرس تغييرات محتملة
قتل 46 شخصا بينهم ما لا يقل عن 29 من القوات النظامية السورية في اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذلك غداة قرار للأمم المتحدة بتمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن 20 على الأقل من الجنود النظاميين وخمسة عناصر من مسلحي المعارضة قتلوا في ريف اللاذقية في معارك استمرت حتى فجر أمس مع عناصر من المعارضة المسلحة في منطقة جبل الأكراد. وأضاف أن المعارك أسفرت أيضا عن إصابة عشرات الجنود النظاميين بجروح.
وأعلن في بيان أنه تم تدمير مبنيين للقوات النظامية كانت تستخدمهما لقصف قرى جبل الأكراد بالهاون، وجرت اشتباكات مع عناصر المبنى الثالث وتم أسر عدة جنود بينهم ضابط. وأضاف المرصد في بيان أن خمسة جنود نظاميين قتلوا منتصف ليل أول من أمس بانفجار سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية في سرمين في ريف إدلب. كما قتل ثلاثة جنود خلال اشتباكات في كرناز في ريف حماة والتي قصفتها القوات النظامية ما أدى إلى إصابة 8 مواطنين بجراح.
وفي دمشق اغتيل طبيب برتية عميد في الجيش النظامي إثر تفجير عبوة ناسفة بسيارته في شارع برنية الواقع بين منطقة الميسات وحي ركن الدين. وفي مدينة حرستا قتل مواطن إثر إطلاق نار من قبل حاجز للقوات النظامية، كما استشهد ضابط منشق لتأثره بجراح أصيب بها إثر تعرضه لمحاولة اغتيال، بحسب المرصد. وفي المحافظة نفسها، قتل أربعة مواطنين في مدينة دوما أحدهم متاثرا بجراح أصيب بها جراء القصف على المدينة وثلاثة شبان أعدموا ميدانيا من قبل القوات الحكومية. وفي دير الزور قتل مواطن في حي القصور إثر إصابته برصاص قناصة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف عنيف على مدينة معرة النعمان وتحليق للطيران الحربي، يترافق مع إطلاق نار كثيف من حواجز جيش النظام على المنازل.
كما تعرضت بلدة داعل في محافظة درعا للقصف بالهاون والطائرات المروحية من قبل القوات النظامية. ولفت عبدالرحمن إلى أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها بداعل إلى القصف بالمروحيات، معتبرا أن النظام السوري يعتمد سياسة الدبابات والمروحيات على ما يبدو. وفي حماة، اقتحمت القوات النظامية أجزاء من حي جنوب الملعب حيث سمعت أصوات إطلاق من رشاشات ثقيلة
من جهته، أعلن مساعد الأمين العام المتحدة لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو أن المنظمة الدولية قررت الإبقاء على بعثة المراقبين الدوليين في سورية رغم تصاعد العنف الذي أجبرها على وقف عملياتها. وقال لادسو إن الأمم المتحدة قررت عدم تعديل بعثة الأمم المتحدة بل الإبقاء عليها. إلا أنه أضاف أنه تجري الآن عملية مراجعة لإجراء بعض التغييرات المحتملة. إلى ذلك حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من محاولة تغيير السلطة بالعنف في سورية. وقال في أعقاب مشاركته في قمة مجموعة العشرين بمدينة لوس كابوس المكسيكية أمس إن التجربة في شمال أفريقيا أوضحت أن نزيف الدماء استمر حتى بعد تغيير النظام هناك. وأوضح بوتين نعتقد أنه لا أحد يملك الحق في أن يقرر نيابة عن الشعوب الأخرى ومن يجب أن يأتي إلى السلطة ومن يجب سحب السلطة منه.