قبل عام طرحت في هذه الزاوية ما أكد عليه عشرات غيري من تغير المزاج عند المواطن السعودي في تلقي المعلومة، والذي أفرزه توغل التقنية في مجتمعنا، وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا رقابة أو توجيه، بل فضاء مفتوح لكل الآراء..
تغير السعودي من انتظار أخبار التاسعة، أو ما تعرضه القنوات الإخبارية الموجهة للخليج، ليواكب العالم في الإعلام الجديد؛ تويتر فيسبوك واتس اب وغيرها..
أصبح الشباب السعوديون مراسلين من قلب الحدث، لا مجال لأي تأخير في نقل المعلومة أو حجبها..
انفجار شاحنة الغاز في الرياض كان أزمة توجه فيها المواطن على الفور إلى شبكات التواصل ليستقي المعلومة في مدينة أصبحت العاشرة عالميا في استخدام تويتر حسب معهد semiocastالفرنسي..
الإعلام من أهم عناصر إدارة الأزمة. والإعلام في هذا الزمن هو السبق.. السبق هو من أخرج آلاف الشباب من البيوت ليشاهدوا ما حصل.. والسبق هو من أطلق العنان للشائعات قبل الحقائق..
إعلام الأزمة يتطلب أن تكون الأسرع، أو أن تأتي بعد دقائق.. لكن ليس أكثر من دقائق.. عام مضى علي مقابلتي مع رياض الإنترنتي، أصبحنا كلنا هذا العام رياض.. لا نرفع أعيننا في وقت الأزمات عن تويتر.. فأفردت نيويورك تايمز وفايننشال تايمز أعمدة لتوقعاتها عن ماذا سيحدث تويتر في المملكة، وانفجار الشاحنة أكد على أن السعودي انتقل من مرحلة هات الريموت إلى وين الآي فون بسرعة؟.
كلها ظواهر تستحق الدراسة في علم الأزمات.. الكتلة الحرجة في المجتمع ضربت أطنابها في تويتر، فإما أن يتطور إعلامنا ويجذبهم وينتقل إليهم هناك، وإلا فالسوداويون هناك في انتظارهم..
رحم الله من مات، وحمى الله الوطن..