100 سيدة يتزاحمن في أحد المستشفيات بانتظار موعد مع الطبيبة
أكثر من 100 سيدة يتزاحمن في صالة انتظار أحد أقسام النساء والولادة في مستشفى مجمع الرياض الطبي الشميسي، بعد أن أمضت كل واحدة منهن أسابيع أو أشهرا في انتظار الموعد المحدد لها لمراجعة الطبيبة، ويتحول طول الانتظار في الصالة إلى تبادل للحكايات والقصص والتجارب والنصائح، فيما تجد بعضهن الفرصة سانحة للحديث عن الخلطات والأدوية الشعبية، ليقطع ذلك صوت الممرضة الذي لا يخلو من الصرامة، لتنهض إحداهن مسرعة وسط الجمع الغفير من المراجعات في الطريق إلى غرفة الكشف.
الوطن رصدت مشاهد من المعاناة اليومية للحوامل في أحد المستشفيات والتقت بالمراجعات في صالة الانتظار للتعرف على آرائهن وأسباب مراجعتهن للمستشفيات الحكومية بقسم النساء والولادة.
في البداية تقول أم مهدي، وهي في الثلاثين من عمرها، إنها تفضل المستشفيات الحكومية، كونها مجانية ولأنها لا تمتلك المقدرة على تحمل أسعار المستشفيات الخاصة، فيما أشارت إلى أن أغلب المشاكل في المستشفيات الحكومية تنحصر في طول فترة الانتظار وقلة الاهتمام والرعاية في الكثير من الأمور النسائية، إلا أنهن يقبلن بهذا الحال لأنه السبيل الوحيد لهن. ووافقتها الرأي نورة التي تحمل في أحشائها جنينها الأول، وتقول بالرغم من أنها في حملها الأول، فهي تواصل مراجعتها للمستشفى الحكومي بحكم قربه من منزلها، بالإضافة إلى أن زوجها لم يوافقها على مراجعة المستشفيات الخاصة لغلاء أسعارها. وأثارت أم فهد نقطة جدل بين المتواجدات عندما طرحت فكرة أن الطبيبات السعوديات في المستشفيات الحكومية هن اللاتي يجذبن الكثير من المراجعات، خصوصاً السيدات اللاتي يشتكين من مشاكل في الحمل والعقم لتؤيدها أغلب المراجعات، فيما ترى خلود عبدالرحيم التي ولدت في المستشفى الحكومي نفسه أن الرعاية والنظافة لا ترتقي لمستوى أي مستشفى خاص، ولكنها لا تنكر اهتمام الطبيبة بها على الرغم من أن الخصوصية في الولادة هنا ليست كافية، إضافة إلى قسوة الممرضات بعض الشيء، غير أنها تجد الأمان هنا لطفلها. وافتقدت غرفة خلود لأي وسائل للترفيه، كونها غرفة مشتركة بينها وبين سيدات أخريات يفصل بينهن حاجز قماشي عبارة عن ستار وردي اللون، وتقول خلود: إنها لا تستطيع الاعتماد على الممرضات في مساعدتها لذلك بقيت أختها معها في ذات الغرفة كمرافقة لتساعدها في جميع أمورها.
وفي المقابل يعم الهدوء منطقة انتظار المراجعات في إحدى العيادات النسائية في مستشفى خاص، فيما لا يتعدى عدد الحضور أكثر من 10 سيدات وهن ينتظرن مواعيدهن مع طبيباتهن اللاتي بدأن رحلة المراجعة من أول أيام للحمل معهن بإشراف شهري.
وتقول سحر عبد الله، الحامل بطفلها الأول، إنها فضلت مراجعة المستشفى الخاص، لأنها متخوفة وهذا هو حملها الأول، وإنها بحثت كثيراً من خلال الشبكة العنكبوتية عن أفضل طبيبة حتى وجدتها في هذا المستشفى. وتستكمل سحر حديثها قائلة إن المستشفيات الحكومية لا تتحمل المراجعات الشهرية ونادراً ما أجد الاهتمام الذي أجده هنا، خصوصاً أن طبيبتها صاحبة خبرة واسعة.
أما عن اختيارها للمستشفى الخاص لولادتها، فقالت سحر إن المستشفى يوفر خدمات استثنائية لا يقدمها مستشفى آخر على حد قولها من ناحية العناية والرعاية، وتوافقها الرأي إيمان محمد التي تراجع عند الطبيبة نفسها وتضيف أن مولودها هذا هو الثاني وكانت ولادتها الأولى في مستشفى خاص آخر.
وعلمت الوطن أثناء تواجدها في أحد مستشفيات الولادة أن أسعار التوليد تبدأ من 6 آلاف ريال حسب الغرفة سواء كانت مشتركة أو خاصة وتخصص الطبيبة سواء كانت استشارية أو أخصائية ونوع الولادة أن كانت طبيعية أو بعملية قيصرية. وتطلق مستشفيات خاصة عروضاً مميزة لجذب السيدات وإطلاق المسميات التي تشجعهن على الإقبال على الولادة فيها، منها جناح الأميرة وجناح الملكة وجناح الإمبراطورة وتبدأ أسعارها من 5 آلاف إلى7 آلاف ريال كما ابتكرت هذه المستشفيات سبلا جديدة كغرفة خاصة للمرافق مع خادمة لمدة 24 ساعة، مع الأكل من استشاري التغذية في المستشفى، هذا بخلاف المشروبات الساخنة، وبث مباشر للطفل وهو بالحضانة، وخصص المستشفى درعا تذكاريا عليه صورة المولود، مع كتابة يوم ميلاد الطفل عليه. وتقول أمل عبدالله التي أنجبت طفلها الثالث: إنها ومنذ ولادتها الأولى لم تفكر بالولادة إلا في هذا المستشفى. وقالت إن الاهتمام الذي تجده يجعلها تعود إليه دون تفكير، وأضافت بصراحة أعامل هنا معاملة خاصة وطبيبتي إنسانة رائعة ومريحة جداً في التعامل، خصوصاً أن في الولادة نحتاج إلى ما يخفف عنا وكانت طبيبتي في ذلك الوقت تقرأ لي القرآن وتدعي حتى حضنت طفلي. وبينت أن نظام الممرضات في رعايتهن قمة في الروعة والعناية حتى وإن كانت أسعار المستشفى مرتفعة، إلا أنها تستحق ما يدفع، لأنها تشعر بأنها في فندق، نظراً لأدوات النظافة والغيارات، هذا بجانب وجود شاشة بلازما خاصة بطفلها لتراه طيلة الوقت من باب الاطمئنان عليه.