نجران: عبدالله النهدي

ألف كتابا يحكي قصته مع تعلم اللغة العربية

دام باسل.. محاضر للغة الإنجليزية في كلية العلوم والآداب بشرورة التابعة لجامعة نجران في الصباح، وفي المساء طالب مرحلة ابتدائية.. يراقب طلاب الجامعة المنتسبين في اختباراتهم ثم يزامل عددا من أبنائهم في كراسي الدراسة الخاصة بتعليم الكبار في مدرسة حمزة بن عبدالمطلب بشرورة.
دام الذي كرمته إدارة التربية والتعليم في شرورة لإنهائه دراسة المرحلة الابتدائية في ثلاث سنوات وبتفوق لم يكتف بذلك، بل ألف كتابا يحكي قصته مع تعلم اللغة العربية عنونه بـ تعليم الكبار فرصتي في مدينة شرورة . ويقول دام: نادني الآن بالطالب وليس الأستاذ، فأنا فرحان بشهادة المرحلة الابتدائية حالياً كما فرحت بشهادتي الجامعية سابقاً. وأضاف: أتقنت العربية في السنة الأولى وألفت كتابي قبل أن أنتهي من سنتي الثالثة.
دام السنغالي البالغ من العمر 50 عاما متزوج ولديه ثلاثة أبناء وابنتان، وعندما جاء لشرورة كان لا يعرف عن اللغة العربية إلا اسمها وكذلك ما يحفظ من القرآن الكريم.
ويقول: كنت أرغب في تعلم العربية وأنا في السنغال، لكن البعد والتكاليف الباهظة أجلا هذا الحلم الذي تحقق في مدارس تعليم الكبار في شرورة، لتنضم العربية للإنجليزية والفرنسية والإسبانية التي أجيدها.
وعن كتابه يقول: كتبته كاملا بيدي حتى تترسخ اللغة في ذاكرتي ولا أنساها. وأكثر ما أرقني أثناء دراستي في السنوات الثلاث هو تعاملي مع زملاء عرب لي في الكلية يتحدثون بلهجات مختلفة، فهناك السعودي والمصري والسوداني والأردني واليمني وغيرهم، كما أن الوقت القليل المتاح لي يجعلني أحياناً أتأخر أو أغيب عن المدرسة، كما أن تقدم العمر بي يجعلني أنسى كثيراً، إلا أن المثابرة والإصرار كانا سلاحي في مواجهة هذه المعوقات.
وعن الأسباب التي دفعته لتعلم اللغة العربية، قال إن دخوله المدرسة كان من أجل المواد الدينية التي تدرس فيها.
وبيّن أن تعلم اللغة العربية من تعاليم الدين الإسلامي، ويطمح لحفظ القرآن الكريم، كونه نائب إمام المسجد في بلاده ويريد التعلم من أجل العودة وتعليم العربية والقرآن والدين الإسلامي للناس هناك.
وقال إنه أحضر ابنه محمد البالغ من العمر عشر سنوات للتعليم أيضا إلا أنه أصبح أفضل منه في اللغة العربية.
وأضاف: سيواصل ابني الدراسة باللغة العربية حتى الثانوية إذا ما بقينا في شرورة.