تفاعلت المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أمس، مع خبر وفاة ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وتناقلته على نطاق واسع خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تويتر والواتس أب وفيس بوك وسط الدعاء بالرحمة والمغفرة للفقيد، ونقل التعازي لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي، فيما وصف آخرون الخبر بالصدمة لما يمثله من ثقل كبير في السياسة السعودية داخليا وخارجيا خاصة في ملف الإرهاب الذي تصدى له في السابق، حتى أصبحت التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب أنموذجا يحتذى بها في الكثير من الدول، كما تناقلوا حكمة الفقيد وقوته في قيادة حقيبة وزارة الداخلية والأمن السعودي الداخلي.
وخلال الساعتين الأوليين من بث خبر الوفاة، تناقل العديد من المغردين في تويتر خبر الوفاة على نطاق واسع، حيث خصص أكثر من 12 هاشتاق عن وفاة الأمير نايف، وهو عدد كبير يؤكد الاهتمام اللافت بخبر الوفاة والمشاركة في نقل التعازي في وفاة الفقيد والدعاء للملك عبدالله بأن يعينه على تحمل رحيل ذراعه الأيمن بعد أن فقد ولي عهده الأمير نايف بعد أشهر قليلة من فقدان ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمهما الله.
وتناقل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية العديد من كلمات الأمير الأمير نايف التي وجهها للشعب السعودي في مناسبات سابقة منها إحدى الكلمات على شكل وصيّة قال فيها نحن مستهدفون في ديننا وعقيدتنا ولذلك دافعوا عن دينكم ووطنكم وأجيالكم القادمة، ويجب أن نرى عملا إيجابيا وأن نستعمل كل وسائل العصر الحديث في خدمة الإسلام ونقول الحق وألا تأخذنا فيه لومة لائم
كما تناقلوا صورا من الأعمال الإنسانية للأمير نايف كان آخرها تكفله بعلاج طفل كفيف خارج المملكة وإنهاء معاناته مع فقد البصر وعدم قدرته على الدراسة بعد أن نشرت معاناته قناة الإخبارية الثلاثاء الماضي.
وعلى مستوى الصحف العالمية والعربية والمواقع الإلكترونية كتبت صحيفة واشنطن بوست في سياق الخبر الذي نقلته، توفي الأمير نايف الذي سحق القاعدة، واتفقت معها صحيفة أ.ب.س، إذ أبرزت إنجازاته على الصعيدين العالمي والعربي.
أما موقع العالمي الـ CNN نقلت تصاريحات للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أسامة نقلي الذي أوضح :إنها صدمة، ونحن نعلم حالته الصحية، كانت واهية ولكن وفاته صدمة.
بينما قال رئيس تحرير صحيفة الرياض تركي السديري في تصريحات نقلها موقع العربية نت: إن وفاة ولي العهد السعودي خسارة كبيرة على كافة المستويات، وإن خبر الوفاة أحزن الجميع كما عبر عن مفاجآته الكبيرة لاسيما أن الجميع كان متفائلاً بتحسن صحته خصوصاً أن شيئاً لم يظهر عليه.
وأكد أن الأمير كان من خيرة من أسس أقوى وأصلب جهاز أمني ليس فقط في المملكة بل عالمياً بما يتجاوز حدود الشرق الأوسط. وأضاف أن الجهاز الذي بناه استطاع أن يكبح حركات الإرهاب والإجرام العربية والدولية، لذا فإن وفاته تعتبر خسارة كبيرة لدى المواطن السعودي بالدرجة الأولى، لأنه أول من استفاد من كفاءة هذا الرجل.
واستطرد قائلاً إن الرجل بسط الأمن والأمان وكافح الإرهاب، وتنظيم القاعدة الذي استهدف المملكة بشكل إجرامي، فقبل 7 سنوات كان التنظيم يحاول أن يفجر مبان حكومية آهلة، وكانت هناك محاولة لتفجير وزارة الدخلية، فأحبطها الأمير بجهوده، كما أحبط محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف.
وشدد على أن ولي العهد الراحل تمكن من كبح كل نشاطات القاعدة، ما اضطر التنظيم إلى الخروج من المملكة والتوجه نحو بلدان مجاورة لاسيما اليمن.
وأضاف أن الأمير تمتع بشبكة علاقات دولية واسعة على صعيد التعاون الأمني. كما لفت إلى أنه وعلى الرغم من أنه رجل أمن فإنه كان منفتحاً، فأوجد ما يسمى نظام المناصحة لمن يسلم نفسه، لمحاولة جذب الشباب الضال الذين استقطبهم تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أنه نجح إلى حد كبير في ذلك. ونقلاً عن الموقع ذاته فإن الأمير نايف أسس أقوى جهاز لمكافحة الإرهاب بالعالم.
بينما موقع سبق الإلكتروني فتناقل مقطع فيديو عن الأمير الراحل، إذ أكد الموقع أنه يتداول الآن وبشكل مكثف مقطع تحت عنوان وصية الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- للشعب السعودي، ويميز هذا المقطع حديث سموه الصادق والمؤثر للشعب السعودي خلال افتتاحه إحدى الندوات الفكرية قبل عدة سنوات.
حيث جاء في كلمته: خدمت هذا الوطن.. بلدي في عهد الملك عبد العزيز، والملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد -رحمهم الله جميعاً- والآن الملك عبد الله بن عبدالعزيز، أسأل ربنا له التوفيق والسداد وأن يعينه بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد.. أقولها بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا، أقولها بكل وضوح وصراحة في علمائنا الأجلاء، وطلبة علمنا، ودعاتنا، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وخطباء مساجدنا.. دافعوا عن دينكم قبل كل شيء دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، ودافعوا عن الأجيال القادمة، يجب أن نرى عملاً إيجابياً، ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام، ونقول الحق ولا تأخذنا في الحق لومة لائم، لنستعمل القنوات التلفزيونية، ونستعمل الإنترنت.. وأنتم كل مرة تقرؤون ما فيه وتعلمون ما فيه.. أرجو من الله عز وجل لكم السداد والتوفيق.