يدخل الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف الخميس إلى الأكاديمية الفرنسية، واضعا الرداء الأخضر والسيف المزخرف برموز ثقافته المزدوجة.
وقال معلوف الذي انتخب في 23 يونيو 2011 لخلافة كلود ليفي ستروس إن هذه المراسم مهيبة على الأرجح أكثر من أية مراسم أخرى، سأستمتع بها بشكل أفضل عندما تتحول إلى ذكرى مشرقة، عَيشها في لحظتها سيكون محنة، لكني اخترتها وسأحاول أن أعبرها دون أن يخنق التوتر سعادتي.
وسيلقي معلوف أمام نظرائه وأفراد عائلته ومجموعة من الشخصيات الفرنسية والأجنبية، خطابا يتضمن الإشادة بسلفه في هذه المؤسسة العريقة، وقال معلوف بدأت أفكر بهذا الخطاب في اللحظة التي أبلغت فيها بانتخابي، لقد غصت في أعمال ستروس كما لو أني أفعل ذلك للمرة الأولى، وكانت الأحاديث التي أجريتها مع أرملته مونيك ليفي-ستروس بأهمية هذه القراءات، مؤكدا أنه بفضلها سيتمحور الخطاب على الإنسان أكثر منه على الأعمال.
ويوضح الكاتب البالغ 63 عاما أرى في ذلك رمزا للعلاقات الضاربة في القدم بين الغرب والشرق.
وقد حفر على حد السيف من جهة أسماء زوجته وأنجاله الثلاثة ومن الجهة الثانية مستهل قصيدة ألفها والده، وعلى رداء الأكاديمية حضرت اللمسة اللبنانية، ويقول معلوف مبتسما عندما يمعن المرء النظر بالأزرار يرى مكان أغصان الزيتون، وشجيرات أرز صغيرة.
ويرأس لجنة الشرف الخاصة به جان كلود فاسكيل رئيس مجلس الإدارة السابق لداري غراسيه وفاسكيل. ومن بين الأعضاء الروائي الألباني إسماعيل كاداري، ولويس سيبولفيدا، والصحفي جان دانيال، وبيتر سيلار، وجوردي سافال، وجورج موستاكي، والمفوض الأوروبي ميشيل بارنييه، وهنري كلوديل نجل بول كلوديل.
يذكر أن معلوف ولد في 25 فبراير 1949 في بيروت في عائلة مسيحية أحد فروعها ناطق بالفرنسية وأصله من إسطنبول. وقد كرس أعماله للتقريب بين الحضارات متعمقا في الروابط السياسية والدينية بين الشرق والغرب. عمل صحفيا في النهار في بيروت، وغادر لبنان بسبب الحرب عام 1976. وتحتل قضايا المنفى والهوية حيزا كبيرا في مؤلفاته الأدبية ومن بينها الهويات القاتلة.
وفي باريس، عمل معلوف رئيسا لتحرير مجلة جون أفريك. وفي العام 1983 أصدر كتابا ذا طابع تاريخي هو الحملات الصليبية كما يراها العرب إلا أن روايته ليون الأفريقي هي التي حققت له شهرة عام 1986. فقرر حينها أن يكرس وقته للأدب، وقد حاز جائزة غونكور العام 1993 عن رواية صخرة طانيوس.