بداية.. نبارك لأنفسنا وللوطن وللأمير فيصل بن خالد ولأهل منطقة عسير إنجاز هذا المشروع المهم والذي يخدم جزءا غاليا من وطننا الحبيب، ونؤكد فخرنا واعتزازنا بشرف سقيا الناس، فهو أعظم تكريم ومكانة، وهو العمل الذي سنستمر نفتخر به كمنسوبي المؤسسة ما بقينا، فكل قطرة ماء سنوفرها لكل كبد رطبة تعيش على وجه هذه الأرض الطيبة ستزيدنا شموخا وعزة، مستمدين ذلك من ديننا العظيم الذي يعظّم أجر توفير سقيا الناس.
وفي كل يوم ينطلق مشروع للسقيا في أي من أنحاء المملكة تنتعش معه آمالنا في القدرة على الاستغلال الأمثل لهذا الثروة، ولنبرهن على أن هناك رجالا أوفياء يواصلون الليل بالنهار من أجل توصيل قطرة ماء لإخوانهم في المناطق البعيدة على وجه الخصوص، وتعزيز المياه للقريبة منها بشكل عام. وفي ظل انطلاق مشروع سقيا المياه من الشقيق لأهالي عسير لا يمكن أن يكون الاحتفال بهذا العرس بمعزل عن التأكيد على أهمية المنطقة وسكانها كسائر المناطق العزيزة على قلوبنا، والإشارة إلى الدعم الذي لمسه مسؤولو التحلية من الأمير فيصل بن خالد في إطار حرصه المعهود على تعزيز حياة المواطن في عسير بقطرات المياه المتدفقة من محطات الشقيق. ففي الوقت الذي سعد فيه أهالي عسير بوصول السقيا إلى عقر دارهم بعيدا عن معاناة الانتظار، فإن هناك من هم سعداء في هذا اليوم بعدما توجوا عرق جبينهم إلى قطرات ندية تحيي بإذن الله الأرض وينعم بها العباد المستخلفون عليها فيعم الخير ويتحقق الأمل في بناء أجيال تعرف أن الإنجاز يبدأ بخطوة وإحياء الأرض يبدأ بقطرة، فلم تكن العوائق التي شابت المشروع الضخم، إن جاز لنا التعبير في الوصف، إلا دافعا للجميع في أهمية إزالة كل العقبات المتمثلة في خطورة منطقة العمل ووعورتها وصعوبة التعامل معها في ظل التضاريس الصعبة والمسار المعقد وحجم نزع الملكيات التي يتوقف عليها المشروع، ونعلم تماما أن هؤلاء تكبّدوا عناء السفر لأجزاء خطرة من المنطقة لتخطي كافة التحديات التي بفضل من الله ثم عزيمة الرجال تحولت كلها إلى أجندة عمل سهر عليها المختصون ليل نهار ليصلوا إلى إنجاز المعهود، فهنيئا لهؤلاء بمدى الصبر الذي روضوه، وهنيئا لأهالي عسير بحجم الطموح وحصد ثمار صبرهم.
اليوم.. نحتفل بتوجيه قيادة وحرص مسؤول وعطاء جيل، فليسعد الجميع بوصول المياه إلى عسير، ولينتظر الآخرون دورهم عما قريب، فالكل يحرص على ألا تعطش الأفواه، وإذا نجزم مرة أخرى أننا سنزداد شموخا وعزة بالمساهمة في تقديم أفضل الخدمات لهذا الوطن الطاهر.

الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم
محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة