أبها: الوطن

أوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم أن مشاريع تحلية المياه المالحة التي أنجزت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حظيت بدعم مالي كبير كان حافزا لمواصلة السباق مع الزمن لإقامة المزيد من المشاريع. التي تنعم بها المملكة العربية السعودية.
مبينا أن المملكة العربية السعودية استطاعت بفضل من الله ومنه، أن تذهب بعيدا في صناعة تحلية وتقنية المياه المالحة لتكون بوابة العالم، ومتقلدة ريادتها، وذلك لم يكن ليتحقق لولا أنها فطنت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ باتخاذها تحلية المياه المالحة خيارا استراتيجيا لتوفير المياه لكل من يقطن على هذه الأرض الطاهرة، من مواطنين وممن تشرفت المملكة بسقياهم من مقيمين وحجاج ومعتمري بيت الله الحرام، والذي كان أحد أهم أولويات حكومات المملكة المتتالية، وهو الشرف العظيم الذي تتفاخر به حكومة وشعبا، فمزجت بين الحاجة والقيم السامية المستمدة من شرع الله. واستمر هذا التوجه الاستراتيجي وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تبوأت فيه المملكة مكانة مرموقة على مستوى العالم بحيث وصل إنتاج المملكة ما يقارب 20% من إنتاج العالم من المياه المحلاة، كأكبر منتج، وذلك من خلال أكبر قاعدة صناعية لتحلية المياه المالحة، وعبر شبكة ضخمة من أنظمة نقل المياه من محطات التحلية إلى الجهات المستفيدة.
والمتتبع بعين فاحصة ومنصفة يلمس الدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث هيأ السبل ومهد الطرق ووضع الأطر والقيم السامية، وعملت بها جميع القطاعات بما فيها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، تلك الجهة التي مضت بعيدا في صناعة تقنية وإنتاج المياه المحلاة، من خلال براءات الاختراع والحلول الناجعة لمشاكل التحلية، والذي تحقق بفضل من الله، ويجري الآن بناء واستثمار المعرفة التراكمي لمنسوبيها، وتأهيلهم التأهيل العلمي الصحيح، ليكون مرادف نهضة المشاريع العملاقة والداعم لتنفيذها وإدارتها، لتستمر دولة عملاقة بكوادرها ومشاريعها. والعمل لم ينته عند ذلك الحد، بل يجري أيضا العمل على تطبيق المؤسسة المتعلمة في هذا القطاع الحيوي وتعزيز القيم الشرعية والإنسانية في منظومته وتطوير منسوبيه من خلال مواكبة التسارع العلمي والمعرفي والمشاركة في صناعته في مجال البحوث وأوراق العمل العلمية، عبر مخزون التجارب التي يملكها منسوبو المؤسسة لتكون وثباتها بعيدة ويستمر تفوقها وريادتها العالمية.
وأضاف: وقد حظيت مشاريع تحلية المياه المالحة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بدعم مالي كبير كان حافزا لمواصلة السِباق مع الزمن لإقامة المزيد من المشاريع من خِلال ميزانية تضاعفت اعتماداتها لهذا العام عن الأعوام التي سبقته بنسب كبيرة فبلغت في هذا العام 1433 /1434 (2012) (15.46) مليار ريال مما مكن المؤسسة من التوسع في البنى الأساسية لمرافقها وليصل إجمالي الإنتاج الفعلي لمحطات المؤسسة من المياه المحلاة في العام 1432 /1433 (2011) إلى حوالي (933) مليون متر مكعب من المياه، تم إنتاج (526) مليون متر مكعب من محطات الساحل الشرقي و(407) ملايين متر مكعب من محطات الساحل الغربي، بالإضافة إلى إنتاج (5029) ميجاوات من الكهرباء تصدر الفائض منها إلى شبكة الشركة السعودية للكهرباء، كما وصلت أطوال خطوط أنابيب نقل المياه المحلاة من المحطات إلى المناطق المستفيدة إلى أكثر من (5000) كيلومتر شاملة (34) محطة ضخ و(184) خزانا تتجاوز طاقتها التخزينية الإجمالية (10) ملايين متر مكعب، بالإضافة إلى (16) محطة لخلط المياه المنتجة من محطات التحلية بمياه الآبار.
وبفضل الدعم السخي الذي تحظى به المؤسسة فإنها تنفذ حاليا عددا من مشاريع محطات التحلية وتوليد الكهرباء وخطوط نقل المياه المنتجة بتكاليف تتجاوز (35) مليار ريال تتمثل في (محطة رأس الخير وخطوط أنابيب نقل المياه المنتجة إلى الرياض، وخطوط أنابيب مياه الشقيق/المرحلة الثالثة، وخط نقل مياه الشعيبة /الطائف، وخط مياه الطائف/الباحة) مما يضع المؤسسة أمام مسؤوليات وتحديات كبيرة لتحقيق تطلعات ورؤى الحكومة الرشيدة.
كما يجري العمل حاليا على طرح عدد من المشاريع التنموية العملاقة تشمل مشروع محطة تحلية ينبع المدينة المنورة/المرحلة الثالثة بطاقة إنتاجية (550.000) متر مكعب من المياه يوميا و(2.500) ميجا واط كهرباء لتغذية المدينة المنورة ووادي الفرع والمهد وبدر والحناكية والصويدرة والحمراء والرايس وينبع فيما سيصدر الفائض من إنتاج الكهرباء إلى شركة مرافق في ينبع والشركة السعودية للكهرباء، كما سيتم طرح مشروع محطة تحلية رابغ/المرحلة الثالثة بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ (9.000) متر مكعب يوميا لتغذية محافظة خليص، وكذلك مشروع محطة تحلية حقل/المرحلة الثالثة بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ (9.000) متر مكعب يوميا لتغذية محافظة حقل، كما سيتم طرح مشروع محطة تحلية ضباء /المرحلة الرابعة بطاقة إنتاج من المياه المحلاة تبلغ (9.000) متر مكعب يوميا لتغذية محافظة ضباء، وهذه المشاريع توسعة للمشاريع القائمة حاليا لمقابلة الطلب على المياه في هذه المحافظات.
إضافة إلى ذلك ستنفذ المؤسسة عددا من مشاريع خطوط الأنابيب، حيث تم طرح مشروع تنفيذ نظام نقل مياه ينبع/ المدينة المنورة ـ المرحلة الثالثة بطول (597) كيلومترا وقطر (24-76) بوصة بسعة (560.000) متر مكعب من المياه يوميا لنقل المياه المحلاة من محطة التحلية بينبع إلى (المدينة المنورة، وادي الفرع، المهد، بدر، الحناكية، الصويدرة، الحمراء، الرايس، ينبع). كما سيتم تنفيذ مشروع نظام نقل مياه الليث بطول (85.5) كيلو مترا وقطر (5-8) بوصة بسعة (4.500) متر مكعب من المياه لتغذية (الوسقة، الغالية، وغميقة)، إضافة إلى مشروع نظام نقل مياه رابغ/خليص بطول (90) كيلومترا وقطر (16) بوصة بسعة (5.000) متر مكعب من المياه يوميا لتغذية محافظة خليص.