حذر الأستاذ في قسم أصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور حاتم العوني من الاحتقان الفكري وإطلاق الألقاب على الناس وانتقاصهم مثل وصف (فلان ملتزم وآخر غير ملتزم وهذا سلفي وآخر أشعري وصوفي وعلماني وليبرالي ومتشدد ومتطرف وآخر إرهابي وآخر رجعي)، ذاكرا أن الوصف يختلف عن النبز فلا يعيب عندما نقول هذا شافعي وهذا حنبلي ولا نقصد بها الانتقاص.
جاء ذلك في محاضرة بنادي أبها الأدبي أخيرا بعنوان الاحتقان الفكري وخطره على الوطن والأمة بدأها العوني بتعريف الاحتقان الفكري ومرتكزاته ومظاهره وخطره وأسبابه وعلاجه.
وقال العوني إن الاحتقان الفكري والاحتراب الثقافي أو الاصطفاف على الأفكار والتحزب المتعصب عليها هو اختلاف الآراء الذي يؤدي إلى نزاع وانشقاق في المجتمع الواحد وربما في الأسره الواحدة، أو هو اختلاف الآراء الذي لا يراعي مراتب الاختلاف ولا آدابه ولا مبادئ الحرية المنضبطة ولا مشتركات التعايش الإنسانية.
وأشار إلى أنه ليس من الصراع الفكري وصف الخطأ بما يستحقه ولا وصف المخطئ بما يستحقه، وليس هو مطلق الاختلاف ولا هو الحوار الملتزم بآداب الحوار ولا النقاش العلمي فهذا كله مما يثري العلم والمعرفة ويطور الأفكار للأحسن.
وتطرق العوني لصور الاحتقان الفكري وتجييش الجماعات والاصطفاف للدفاع عن الفكرة والرأي، ومن تلك الصور استعداء الحكومات أو المجتمع ضد الأفكار، ومحاربة الاختلاف السائغ ومحاولة توحيد الرأي في الظنيات.
وأرجع العوني أسباب ذلك إلى سوء النية والوصاية على المجتمع مثل الخوف من الحرية بسبب عدم الثقة بالنفس والعجز عن الحوار، وكذلك قلة العلم مما يترتب عليه أفكار وفهم مغلوط، وكذلك ضعف التدين وضعف العلم بالواقع وعدم النظر للمصلحة العليا والمخاطر الكبرى.