إلهنـا مـا أعدلـك
إلهنـا مـا أعدلـك
مليك كـل من ملـك
لبيك قـد لبيت لـك
لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك
ما خاب عبد سـألك
أنت لـه حيث سلـك
لولاك يا رب هلـك!
في زمن الزميل فيليكس وشعاره: كل شيء جايز حتى حب العجايز ستجد من يصدق حافز بن ساهر لو قال إن مباراة اليوم ستنتهي بهزيمة الفريقين! وأن الفنادق والشقق المفروشة السعودية مصنفة عالمياً: خمس نجوم في عز الظهر! وستجد من يصدق تهديدات الأستاذ محشي والأستاذة نصف محشي بحسم درجات على الطلاب والطالبات الذين يغيبون آخر يومين قبل العطلة! ومن يصدق أن طالباً أو طالبةً حضرا آخر يوم قبل العطلة وأول يوم بعدها حباً في أولى/ مطبخ أو سادس/ بلكونة! ومن يصدق أن سعودياً فاضلاً ـ وهل هناك سعودي غير فاضل؟ ـ يتاجر في الحج بحملات وهمية، أو أن هناك مسلماً على دين محمد ـ فداه كل من خان رسالته وشوه تعاليمها ـ يأتي من كل فج عميق للسرقة أو خطف الأطفال أو تهريب المخدرات أو احتراف البغاء والتسول!
ستجد من يصدق كل ذلك وأكثر، لكن من الصعب أن تجد من يصدق أن التلبية أعلاه من قريحة الزميل/ الحسن بن هانئ واسمه الحركي أبونواس! لأن سيرته وسمعته امتزجتا بالخمر والمجون، ولأنه لم يحج إلا ليحظى بصحبة جنان ـ اللي جابت له الجنان ـ إذ وجد أن الصبر عن الخمر وتوابعها أهون من فراقها شهرين، ولكن تميلحه بهذه التلبية طيلة الرحلة لم يحرك الحجر الأسود!
إن الحاج أبا نواس بهذه التلبية الطافحة خشوعاً وقنوتاً وإخباتاً لرب العالمين يربك كل حساباتك عن الإيمان واليقين وحسن الظن بالله! إنه ـ كما قلنا في مقالة بعنوان (النفس اللوامة) منذ مووووبطي ـ لم يتب ويتنسك في آخر عمره كما تجمع الدراسات، بل كان يتوب فوراً بعد كل إثمٍ يقترفه، وكان ـ مثلنا جميعاً ـ لا مثل التوبة له غير فاصل ونواصل! وإلى أن أفضى إلى بارئه سبحانه لم يتوقف عن الإثم لحظة، ولم يقنط من رحمة ربه لحظة! لم يكن قط مستهيناً بمكر الله وعقابه، ولم يفقد الثقة بمغفرته وعفوه طرفة عين! صراعٌ تزهق منه جهنم تلخصه الورقة التي يقال إنها وجدت تحت وسادة موته وفيها:
يارب إن عظمت ذنوبي كثرةً
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ
فبمن يلوذُ ويستجير المجرم؟
ولحفظ الحقوق، فإن بين يدي الأخ/ أنا دراسة موضوعية تنتظر منبراً جريئاً لإلقائها، تثبت أن الحاج/ أبا نواس كان صوفياً حقيقياً، ولكنه لم يكن يتقرب إلى الله بالطاعات بل بـ......؟ من يجرؤ على التصديق؟.