معارض فنية متحركة تستهدف محطات القطارات
خلال الفترة الماضية التي لم يعلُ فيها صوتٌ على صوت انتخابات الرئاسة، ولم تكن هناك مساحات سوى للافتات المرشّحين، لجأت مجموعة من الشباب المصري إلى التعبير عن وجهات نظرهم ورؤيتهم لتلك الأحداث من خلال الجداريات، حيث لم يعد الشارع عند هؤلاء مجرد أرصفة وأعمدة إنارة ومحال تجارية فحسب، بل أضحى منبعاً لآراء الشعب ومتنفساً لأفراحه وأحزانه، أفرغوا فيه أنين صدورهم، وطبعوا على صفحاته قسمات وجوههم، ورصدوا انفعالاتهم. واختار أعضاء رابطة فناني الثورة رسم لوحاتهم التعبيرية بطول جدران الجامعة الأميركية بالقاهرة، فعلى الجدار الغربي وضعوا رسماً تضمن صوراً للرئيس السابق إلى جانب ضحايا سقطوا ضحايا الثورة و موقعة الجمل و مذبحة بورسعيد، وعبارات منسوبة إليهم. إضافة إلى رسم آخر يصوِّر رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة حسين طنطاوي وهو يدلي بصوته في الانتخابات بينما يبدو صندوق الانتخاب وعليه آثار للدماء في إشارة إلى ضحايا الثورة. ولم يقتصر الأمر على الجامعة الأميركية، وإنما امتد إلى جدران جامعة القاهرة والشوارع الرئيسة. كما لجأت مجموعة من الفنانين التشكيليين ضمت 130 فناناً إلى عرض لوحاتها في محطة السادات ولفت المعرض انتباه الآلاف من ركاب المترو ونالت استحسانهم، وعندما سأل بعضهم عن أسعار هذه اللوحات، فوجئوا بأنها للعرض فقط، وليست للبيع. وهناك عدة لوحات تتناول الظلم الذي عاشه المصريون في الماضي، منها لوحتان للفنانة حنان النشرتي تصور إحداهما مبارك ووجهه مقسماً بخريطة مصر، في إشارة إلى بقاء الوطن وذهاب الحكام، واللوحة الأخرى يبدو فيها الرئيس السابق خلف القضبان، فيما الرؤساء السابقون محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات يلوِّحون بالتحية لقوى الشعب التي تبادلهم التحية، فيما الجميع يديرون ظهورهم لمبارك. ورسم آخر للرسام أسامة إمام الليثي يجسِّد شيخاً مصرياً غارقاً في عذاباته ويرفع يديه لأعلى ناشداً الحرية والصعود من الهاوية،