تشارك جمهورية أيرلندا في نهائيات كأس أوروبا التي تقام في بولندا وأوكرانيا من 8 يونيو إلى الأول من يوليو للمرة الثانية في تاريخها، بحظوظ تبدو بكل المقاييس ضعيفة.
وأوقعت القرعة منتخب أيرلندا في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم وإيطاليا وكرواتيا، ويعلم مدربها الإيطالي جوفاني تراباتوني أن تخطي الدور الأول سيكون بمثابة إنجاز بعد أن خرج المنتخب الأيرلندي في آخر مشاركة له عام 1988 من هذا الدور.
تعتبر المباراة الأولى لأيرلندا مع كرواتيا المحك لتراباتوني (72 عاما) الذي بدأ الإشراف على المنتخب الأيرلندي عام 2008، مع مواطنيه ماركو تارديلي وفاوستو روسي، قبل المواجهة الصعبة مع إسبانيا في الجولة الثانية، والأصعب مع إيطاليا في الثالثة الأخيرة في الدور الأول والتي تكون فيها الحسابات معقدة ومركبة بالنسبة إلى جميع المنتخبات.
وكان تراباتوني ومواطناه مددوا عقودهم بعد التأهل على أن تكون المهمة الرئيسية لهم تأهيل أيرلندا إلى نهائيات مونديال 2014 في البرازيل، وكل ما يتحقق من نجاحات حتى ذلك التاريخ أمر مرحب به من قبل الاتحاد الأيرلندي.
ويبدو أن تراباتوني على غرار الكثير من المدربين يبقي للحظ مكانا في الفوز والخسارة ويؤمن أيضا بأن لا كبير في كرة القدم، والدليل فوز الدنمارك باللقب وهي التي استدعيت في اللحظة الأخيرة عام 1992 لتحل محل يوغوسلافيا المشغولة بحرب داخلية أدت إلى تقسيمها.
ويقول تراباتوني في هذا الصدد الجميع كانوا يعتقدون بأن برشلونة سيحرز دوري أبطال أوروبا لكنه خسر، الدنمارك مثلا كانت في إجازة وبعد أن استدعيت للمشاركة أحرزت كأس أوروبا عام 1992. ويضيف أنا مثلا، لعبت ضد أفضل لاعب في العالم يوما ما هو البرازيلي بيليه، كنت أعتقد يومها أني قد أموت ولا أملك الفرصة، لكني في النهاية فزت في المباراة.
ويشدد المدرب الإيطالي العجوز على حكمة مفادها أن الأفضل لا يفوز دائما، ويؤكد نظريا، من الطبيعي القول إن المنتخبات الأقوى هي التي تفوز عادة، والمباراة 90 دقيقة يعني هناك 90 دقيقة، هناك مباريات تخسر فيها المنتخبات بلحظة واحدة نتيجة خطأ ما.. هذه هي كرة القدم.
واستدعى تراباتوني 23 لاعبا لمحطة بولندا حيث تلعب المجموعة الثالثة في الدور الأول والتي قد تشكل الفرصة الأخيرة لعدد من النجوم المخضرمين لإنهاء مسيرتهم الدولية في بطولة كبيرة على غرار روبي كين وداميان داف وريتشارد دان وجون اوشي والحارس شاي غيفن.
ويعول الشيخ الإيطالي على هذه المجموعة المحترفة بمعظم لاعبيها في الأندية الإنجليزية، ويوضح ليس لدينا ليونيل ميسي أو خلاق ومبدع مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن لدينا منتخب قوي بتنظيمه وتوازنه.