طهران تقلل من أهمية العثور على آثار اليورانيوم المخصب
أكدت إيران أمس أن عثور الوكالة الدولية للطاقة الذرية على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27% في موقع فوردو النووي بوسط البلاد مسألة تقنية لا أهمية لها. وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إن حديث بعض وسائل الإعلام عن هذه المسائل التي لا أهمية لها يكشف أهدافا سياسية ترمي إلى النيل من مناخ التعاون البناء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف سلطانية مثل ما ذكرت الوكالة الدولية في تقريرها، هي مسالة تقنية تقليدية فتح الخبراء تحقيقا بشأنها.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أول من أمس أنها عثرت على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 27% في موقع فوردو الواقع تحت الأرض، الواقع على بعد 150 كلم جنوب طهران في حين أن النسبة القصوى للتخصيب التي أعلنتها إيران هي 20%.
في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الفرنسية أن فرنسا تطالب إيران بـالتعاون دون تحفظ مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكشف الحقيقة كاملة عن مواضع الغموض الذي لا يزال يكتنف برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أول من أمس نشجعها خصوصا على الإقرار الرسمي لاتفاقها بشأن المقاربة المنهجية الذي ناقشته مع الوكالة ووضعه حيز التنفيذ من دون تأخير لحل المسائل العالقة. وأضاف على إيران تقديم الدليل بشكل سريع وملموس، بما يتعدى إعلان النوايا، على رغبتها الفعلية في التقدم على هذا الطريق.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن في وقت سابق أنه ما زال على إيران بناء الثقة مع المجتمع الدولي لإقناعه بأن برنامجها النووي سلمي. وأضاف نأمل أن تتخذ إيران التدابير اللازمة لكسب ثقة المجتمع الدولي في الطبيعة محض السلمية لبرنامجها النووي والمحافظة على هذه الثقة.
وفي شأن آخر، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحده محمد خزاعي في رسالة وجهها إلى أعضاء مجلس الأمن أن تصريحات زعماء إسرائيل الداعية للحرب ضد بلاده تهدد الأمن والسلام العالميين.
وأدانت الرسالة، التي نشرت أمس، التهديدات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي والتي توعد من خلالها بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. واعتبر خزاعي هذه التصريحات تشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وتتعارض مع المساعي الدولية لتعزيز أسس السلام والأمن الإقليمي والدولي.
وفي السياق، قلل محللون من أهمية آثار اليورانيوم المخصب في إيران.
وقال مارك فيزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إنه خلل فني على الأرجح.
وأضاف أن هناك أسبابا كافية للقلق من عمليات التخصيب الإيرانية لكن هذه ليست واحدة منها على الأرجح.
كما قال مارك هيبس الخبير في الانتشار النووي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إن هذا الاكتشاف ليس دليلا على أن إيران تخصب سرا اليورانيوم بنسبة تزيد على 20%. إلا أنه رأى أن رئيس الوكالة الدولية يوكيا أمانو محق في شعوره بالقلق من هذا الاحتمال بسبب تكتم إيران وامتناعها عن إعلان نشاطاتها النووية.