تتطلع روسيا خلال مشاركتها في كأس أوروبا 2012 لكرة القدم في بولندا وأوكرانيا إلى تكرار الإنجاز الذي حققته في النسخة السابقة (2008) على الأقل أو إلى الذهاب أبعد من ذلك بعد أن نضجت عناصر منتخبها واكتسبت المزيد من الخبرة مع مرور 4 سنوات.
وكانت روسيا بلغت نصف نهائي نسخة 2008 التي استضافتها النمسا وسويسرا بعد الفوز في الوقت الإضافي على هولندا المرشحة دوما لإحراز اللقب (3/ 1 بعد التمديد) قبل أن تنحني أمام إسبانيا (صفر/3) التي توجت لاحقاً باللقب بفوزها على ألمانيا 1/صفر.
لكن منتخب القياصرة فشل بعد ذلك بقيادة المدرب ذاته، الهولندي جوس هيدينك، في التأهل إلى نهائيات مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، وتابع معظم أفراده المنافسات على الشاشة الصغيرة كمتفرجين.
وتعول روسيا التي لم تحرز أي لقب أوروبي منذ فوز الاتحاد السوفياتي بالكأس عام 1960، على مجموعة من اللاعبين الموهـوبين داخـل الأندية المحلية أو خارجها من أمثال انـدري ارشافين، لكن المدرب الهولنـدي ديـك ادفوكات ما انفك يشكو من الإصابات التي حالت دون تمكنه من اختيار تشكيلته النموذجية.
ويراهن ادفوكات على عدة عناصر تساوي ارشافين (آرسنال الإنجليزي) أو تفوقه خصوصا بعد تجربة احترافية في الأندية الأوروبية لا سيما الإنجليزية والإسبانية منها قبل العودة إلى الدوري المحلي مثل الكسندر كيرجاكوف (زينيت سان بطرسبورج) ورومان بافليوتشنكو ودينيس جلوشاكوف (لوكوموتيف موسكو) وبافل بوجربنياك (فولهام الإنجليزي).
ومنحت هذه المجموعة من اللاعبين روسيا بطاقة التأهل المباشر عن المجموعة الثانية في التصفيات باحتلالها المركز الأول برصيد 23 نقطة، وجنبتها خوض الملحق بعد أن تقدمت على أيرلندا وأرمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا واندورا.
وأوقعت قرعة النهائيات روسيا في المجموعة الأولى مع بولندا، إحدى الدولتين المنظمتين، واليونان بطلة 2004، وتشيكيا وصيفة بطلة 1996.
وإضافة إلى الشكوى من الإصابات، تكمن مشكلة الروس والمدرب ادفوكات في أنهم لم يلعبوا إلا مباراة تجريبية واحدة في 29 فبراير فازوا فيها على الدنمرك 2/صفر.
وستشكل المباراة الـودية مع إيطاليا في الأول من يونيو، المقيـاس الحقيقي لرجال ادفوكات الـذي قال لسنا المرشحين لإحـراز اللقب، لكن كل شيء ممكن في كـأس أوروبا، فاليونان نجحـت عام 2004، وروسيا حققت نتائج باهرة عام 2008.
ويحظى ادفوكات الذي حقق نجاحات محلية مع زينيت سان بطرسبورج وقاده أيضا إلى إحراز كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي أو يوروبا ليغ حاليا) عام 2008، بدعم المشجعين الروس الذين لم يترددوا في أن يطلقوا عليه لقب الجنرال الصغير.
ويتسلح ادفوكات بحب أنصار المنتخب الذي يجعله أكثر تصميما على الذهاب بعيدا لجعلهم ينسون الإخفاق الكبير لمواطنه هيدينك والمتمثل في عدم التأهل إلى نهائيات مونديال 2010.
ويعد ادفوكات الذي أشرف على منتخبات هولندا والإمارات وكوريا الجنوبية وبلجيكا، من أصحاب الباع الطويل والخبرة الكبيرة على الصعيد الأوروبي، وهو من أنصار الاعتماد على المواهب الشابة.
في المقابل، لا يخفي ادفوكات سروره بعودة حارس سسكا موسكو الخبير ايغور اكينفييف بعد تعافيه من الإصابة في الركبة، وزميله لاعب الوسط آلان دزوغاييف بعد تعافيه من كسر في أصبع القدم.