تحولت اثنينية الزاهد النعمي إلى نقاش وسجال حول المفكر نصر أبو زيد بعد أن خصصت نشاطها مساء أمس لتكريم الدكتور إبراهيم أبو هادي لحصوله على الدكتوراه في رسالته التي تناولت أبا زيد ومنهجه في التعامل مع التراث.
وبدأ الجدل بعد الورقة التي قدمها الكاتب نايف كريري عن سيرة أبو زيد العلمية وفكره ومنهجيته البحثية في قراءة النص القرآني وتأويله، وحديثه عن المجتمع السعودي وموقفه من التحديث، وهو ما أثار حفيظة بعض الحضور الذين استذكروا ما اتهم به أبو زيد وصولا إلى تكفيره. حيث رد علي دُغري على ما جاء في ورقة كريري متهما نصر أبو زيد بالتجني على القرآن الكريم، عندما نزع منه القدسية ـ حسب قوله ـ مخالفا في الوقت نفسه ما ذكره الإعلامي نايف كريري في مسألة تعميم الأحكام.
الاثنينية اعتمدت لغة العصر من خلال المداخلات الخارجية عبر الفيس بوك والاتصالات الهاتفية، ابتداء بمداخلة جمال عمر من نيويورك، الذي تحدث فيها عن تأثره بأبو زيد وتواصله مع الدكتور إبراهيم فترة كتابة البحث.
لكن الطالب في المرحلة الثانوية، يحيى حسن موكلي، فاجأ الحضور بعمق رؤيته وسعة ثقافته، على الرغم من صغر سنه، حين طرح رؤية وصفها البعض بالقيمة، عن فكر أبو زيد، مشيدا بدوره ومساهمته في الرقي بمسيرة الفكر الإسلامي المعاصر، غير أن الشيخ محمد موسى عقيل، عبر في مداخلته عن مكانة القرآن الكريم ونفى عن المجتمع الإسلامي تهمة التكفير.
ودعا الدكتور حسن حجاب الحازمي إلى ضرورة التثبت قبل إطلاق الأحكام التي يطلقها البعض لمجرد السماع دون الاطلاع والقراءة المتمعنة، وقال إن السجال النقدي ضروري في الساحة الثقافية والفكرية، وعلق على ما دار من سجال في بداية الاثنينية بالقول استمعنا إلى تعميم في إطلاق الأحكام، وفي ذلك مخالفة للمنهج النقدي السليم. وكانت الاثنينية بدأت بحفل تكريم للمحتفى به إبراهيم أبو هادي، حيث ألقى الأمين النعمي كلمة أبناء المخلاف، وقصيدة شعرية ألقاها الشاعر العباس معافا وفيلم وثائقي.
واختتم الدكتور إبراهيم أبو هادي الأمسية بحديث عن رحلته العلمية، شاكرا كل من وقف معه في هذه الرحلة، كما أجاب على مداخلات الحضور، موضحا أهمية البحث العلمي الموضوعي، وأهمية ارتقاء واتساع الفكر والوعي لدراسة وتقبل كل طرح جديد.