تتعامل إسرائيل مع الفلسطينيين بصورة خاصة ومع الدول العربية بصورة عامة، من منطلق فوقي، معتمدة قبل كل شيء على الدعم الأميركي والغربي لها على كافة المستويات.
تعطي نفسها الحق في أن تقصف وتخترق سيادة الدول العربية، تقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية وتعتقلهم وتمدد سجنهم إداريا صونا لأمنها، غير عابئة بالأصوات التي تتصاعد من داخل الكيان المحتل نفسه، بضرورة الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية.
بالأمس قصفت قطاع غزة، وقبل ذلك دون أي مبرر أو مسوغ قانوني، وتصادر كل يوم مزيدا من أراضي الفلسطينيين، وعندما ترد القوى الفلسطينية على القصف، تعتبر ما أقدمت عليه هذه الفصائل اعتداء عليها.
قبل ذلك، وبشكل شبه يومي يحلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق سماء لبنان ويخرق سيادة هذا البلد من جنوبه إلى شماله، وفوق عاصمته.. وكل ذلك بحجة حماية الأمن الإسرائيلي، رغم أن هناك قرارا دوليا يحمل الرقم 1701 يحكم العلاقة بين البلدين، ويحرم الاختراقات الأمنية التي يشرف عليها ويدونها آلاف جنود اليونيفيل.
لم تتورع إسرائيل من توجيه اللوم إلى مصر التي وجهت جنودها إلى سيناء لتعقب خلايا إرهابية قتلت جنودا وضباطا مصريين، بذريعة معاهدة كمب ديفيد التي تحدد عدد القوات المسلحة المصرية، ونوعية السلاح المستخدم في شبه جزيرة سيناء.
لا يتسع المجال لذكر الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الدول العربية وشعوبها، والسؤال المطروح حاليا: متى ستكف إسرائيل عن إملاءاتها، وتتعامل مع العالم المحيط بها من منطلق دولة... وليس من منطلق عصابة؟