أظهرت الأحداث التي شهدتها جامعة الملك خالد خلال الشهرين الماضيين، حنكة ومهارة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد للتعاطي مع تلك الأحداث واحتضان الطلاب والطالبات في لقاء مفتوح، فضلا عن تلبية العديد من مطالبهم.
تفقد كليات البنات
بعد ما بدأت مطالب الطالبات المتمثلة في تحسين البيئة التربوية في يوم الأربعاء 14 / 4 / 1433، وقف أمير منطقة عسير ميدانيا وتحديدا بمقر كلية البنات للاطلاع على أوضاعها في مساء يوم الجمعة 16 / 4 / 1433، وأكد في تصريح له عقب الجولة أن المطالب سيتم وضعها في عين الاعتبار وستتم دراستها، فيما أوفد في صباح اليوم التالي وفدا من إمارة المنطقة إلى مقر الجامعة بالقريقر للاستماع إلى مطالب وشكوى الطلاب.
دراسة مطالب الطلاب
في يوم الأحد 18 / 4 / 1433 لخص طلاب جامعة الملك خالد مطالبهم الخاصة بمجريات سير الدراسة في الجامعة في 23 بندا وتم رفعها لسمو أمير المنطقة، وشملت المطالبة تغيير إدارة الجامعة، والنظر في معاناة بعض الكليات، مثل كلية الهندسة والحاسب، وغيرها، إذ يرأس عمادتها أشخاص بعيدين تماماً عن هذا التخصص، فلا يستطيعون تقديم الكثير بسبب بعدهم، وضرورة توفير الفصل الصيفي للطلاب، فالطلاب يسافرون آلاف الأميال، بعيداً عن الأهل، ليأخذوا الترم الصيفي في إحدى جامعات المملكة، في حين أن جامعة الملك خالد تستطيع فتح هذا الفصل لجميع المستويات، ليس التاسع والعاشر كما هو الآن، كما أن كادر التدريس بالجامعة من أسوأ الكوادر التعليمية، وقد تم جلبهم من الهند وباكستان وبنغلاديش بسبب تدني مرتباتهم، وكذلك الحال لأعضاء هيئة تدريس كلية اللغات والترجمة، فالنسبة الكبرى من الكادر التدريسي هم من الهنود والبنغال، مما تسبب في تدني مستوى الطلاب في جميع كليات الجامعة.
وتضمنت المطالب البحث في أسباب هجرة العقول من الجامعة خلال السنوات الماضية، فقد رحل من الجامعة الكثير من الدكاترة ذوي الكفاءات العالية، ولا يوجد أثر للجامعة في خدمة المجتمع، كما أن الانتساب في الجامعة مقنن، فالمنتسبون يسافرون آلاف الأميال للانتساب في إحدى جامعات المملكة الأخرى، ومن الأهمية بمكان زيادة مخصصات الكليات لجلب الكوادر العلمية المؤهلة والمتمكنة في التعليم على مستوى العالم، للابتعاد عن جلب الكفاءات الرخيصة ماديا وعقلياً.
وجاء في مطالب الطلاب العمل على إعادة آلية اختيار المعيدين التي أصبحت من الأمور الصعبة المعقدة في الجامعة كما أن المعامل الموجودة والتي لا تخدم الطالب ولا تؤهله بالشكل المطلوب والتي من أبسط المشاكل الموجودة تلك البرامج المسروقة والتي تجلب العار لدى الجامعة بأنها لا تستطيع توفيرها، وأيضاً طلاب الطب يعانون من نقص شديد في الأدوات تساعدهم في التعليم، وكذلك اللغات والترجمة يعانون من انعدام معامل للغة الإنجليزية، كما أن مخصصات التشغيل الطلابي في الجامعات الأخرى 300 ريال شهريا، وفي جامعة الملك خالد يخصص 300 ريال فقط في الفصل الدراسي الواحد، إضافة إلى عدم الاستفادة من صندوق الطالب، فلا توجد إعانة زواج، ولا يوجد قرض للطالب، ولا مكائن للتصوير للطلاب، وغيرها كثير من الخدمات، متسائلين عن مصير ما يقتطع من المكافآت لصالحة.
وشملت المطالب عدم وجود مستشفى جامعي تعليمي على مدى أكثر من 15 عاما، وكذلك ما يصرف من مكافات لطلاب الامتياز لطلاب الكليات الصحية إذ تبلغ 2500 ريال، في حين أن باقي الجامعات في المملكة تصرف 2580 ريالا، إضافة إلى عدم توفير سكن للطلاب ووسائل نقل مناسبة تلبي شرائح الطلاب المختلفة.
ومن المعاناة ندرة مقاعد الدراسات العليا فيتقدم سنويا قرابة 1500 طالب ولا يقبل منهم سوى عشرة فقط، ولم يفتح برنامج واحد للدكتوراه في كليات البنين منذ إحداث الجامعة قبل 15 عاما، كما يتطلب الأمر إيجاد مركز لخدمة الطالب داخل أسوار الجامعة، فالطلاب يعانون من الذهاب إلى خارج الجامعة فقط لتصوير بعض الأوراق، أو لشراء بعض الكتب المهمة، فضلا عن سوء خدمات التغذية والبوفيهات، لاسيما مع تعرض بعض الطلاب لحالات تسمم، واختتم الطلاب مطالبهم بسرعة إنجاز المدينة الجامعية، ودعم برامج الأنشطة الطلابية.
الأمير يلتقي الطلاب والطالبات
في يومي الأحد والاثنين 18 -19 / 4 / 1433، القتى أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد قرابة 500 طالب وطالبة من طلاب وطالبات جامعة الملك خالد، ووعد بنقل كافة مطالبهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال الأمير فيصل بن خالد: أؤكد أنني لن أرضى أبداً أن يشكك أحد في وطنيتكم وولائكم، فأنتم صمام الأمان لهذا الوطن، ومصدر قوة الوطن، والثروة الحقيقية وقادة المستقبل، وأوضح أمير منطقة عسير ما حصل خلال الأيام الماضية: ما تطالبون به هو حق مشروع لكم، فأنتم لم تطلبوا إلا تحسين وتطوير المستوى التعليمي الجامعي، وهذا مطلب شرعي يدل على حرصكم واهتمامكم بأن تكونوا أعضاء نافعين لخدمة هذا الوطن الأشم.
وأضاف: أبنائي وبناتي طلاب وطالبات جامعة الملك، أطلب منكم قبل مداخلاتكم بأن تحافظوا على أمن هذه البلاد، فأعداء هذا الوطن من خارج المملكة قد استغلوا ما حصل من خلال بعض وسائل الإعلام لأغراض أخرى، وكما تعلمون أن هذه البلاد التي قامت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، منهجها القرآن والسنة وتطبيق شرع الله، ولنا خصوصيتنا الإسلامية والعربية التي لا تخفى على الجميع.
بحث المطالب
في يوم الاثنين 20 / 4 / 1433 وصل وفد من وزارة التعليم العالي إلى جامعة الملك خالد لبحث تداعيات مطالب الطلاب والطالبات التي شهدتها الجامعة خلال الأيام القليلة الماضية، ويضم كلا من نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، والدكتور محمد الحيزان المستشار المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة، والدكتور عبيد العبدلي مستشار نائب الوزير، والدكتورة أمل فطاني رئيسة القسم النسائي بقطاعات وزارة التعليم العالي، والدكتورة الجوهرة آل الشيخ المستشارة بالوزارة، فيما تم تشكيل فريق عمل من الإمارة لذات الغرض على أن تتولى الجهتان بحث وتقصي أوضاع الجامعة والرفع بتقرير مفصل عن ذلك.
13 مبادرة
أقرت فرق العمل المكلفة في إمارة منطقة عسير ووزارة التعليم العالي تفعيل 13 مبادرة وتشمل: توسيع القبول في الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، وحل القضايا الأكاديمية الخاصة بتعثر الطلبة وطي قيدهم، وتيسير التحويل من الأقسام، وتفعيل برامج التجسير لخريجي كليات المجتمع، وتوسيع دائرة التدريس في الفصل الصيفي، وتطوير قدرات أعضاء وعضوات هيئة التدريس، وتخصيص وقت كاف لمقابلة الطلاب والطالبات، وزيادة تفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع خاصة فيما يتعلق بإقامة الدورات والمؤتمرات والندوات، وتجهيز كليات البنات بكل احتياجاتها العاجلة، بما في ذلك مضاعفة جهود خدمات النظافة والصيانة، وزيادة الاهتمام بحسن معاملة المشرفات وتدريبهن بما يرتقي بذلك، وزيادة تفعيل النشاطات الطلابية بشكل عاجل، إضافة إلى زيادة مراكز التصوير في كليات البنين والبنات، وتوسعة الكافيتريات والاهتمام بها، بما في ذلك تخفيض أسعار مبيعاتها، وتنويعها.
حملة ولاء فيس بوكية
خصص طلاب جامعة الملك خالد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، للتعبير عن ولائهم لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولوطنهم، وذلك تزامناً مع الأحداث الجارية التي تشهدها الجامعة، وبما يدحض أقوال المشككين، ومن يحاول تغيير مسار الأمور.
وأوضح الطلاب في كلمة لهم على الموقع أن هذه المبادرة تأتي عطفا على ما حظيت به مطالبهم من اهتمام من لدن سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد، لافتين إلى أنهم يسعون ومن خلال الحملة إلى الخروج بأول وأكبر وثيقة ولاء وطنية أكاديمية.
عمل فني لدحض المشككين
سلمت يادرة الأوطان يا وطني وتسلم الكعبة الغراء والحرم
وسلم الله قادة بك انطلقت فوارس النصر والأبطال إنهم
هذان البيتان كانا مقدمة لعمل فني وطني أنتجته مجموعة من طلاب جامعة الملك خالد، بعيد الأحداث التي شهدتها الجامعة مؤخرا.
وأوضح المنسق الإعلامي لفريق العمل الطالب عبدالمجيد بن عبدالرحمن العمري، أن العمل جاء ليقطع الطرق على المشككين والمندسين في ولاء طلاب الجامعة لوطنهم وقيادتهم، ويجسد ما أكد عليه سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد خلال لقائه بهم من ثقته المطلقة في وطنيتهم، ولن يرضى بأن يشكك أحد في ذلك.
وأضاف العمري، أنه يجب التفريق بين من يطالب بحقوقه ويحارب الفساد، الذي يعد نهجا لقيادتنا الحكيمة، وبين من يحاول النيل من أمن الوطن ومقدراته مستغلا سعي الطلاب إلى تلبية مطالبهم، لافتا إلى أن طلاب وطالبات الجامعة ضد الفساد لا الوطن، في حين استقبل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد فريق العمل الخاص بفيلم ولاء وأشاد به.