تعددت الأسباب والتعثر واحد، عبارة لم ينطق بها أحد من حضور ملتقى المشاريع الهندسية المتعثرة أمس، لكن لسان حالهم كان يشير لذلك.
الجلسات التي انطلقت أمس تحت عنواني واقع المشاريع المتعثرة في المملكة وآثارها السلبية على التنمية، وتعثر المشاريع القائمة ـ الأسباب والحلول، خلصت إلى تحميل الأطراف كافة ذات الصلة إثم التعثر من ضعف تأهيل المقاولين إلى غياب الرقابة، مروراً بالتخطيط وآليات التنفيذ وما يتبع ذلك من عقبات.
المهندس وهيب بن أحمد شافعي مدير عام متابعة المشاريع والخدمات بإمارة منطقة المكرمة تحدث عن الكيفية التي يمكن بها تلافي تعثر المشروعات مستقبلاً، مبينا أن أهم التوصيات التي يمكن من خلالها تلافي تعثر المشروعات مستقبلاً تتلخص في أهمية التواصل بين جميع الأطراف المعنية لحل الإشكالات المتسببة في تعثر المشروعات, وإنشاء مركز تخصصي لمتابعة المشروعات, واستخدام أفضل النظم الهندسية (pmo) لإدارة المشروعات, إضافة إلى العمل على رفع الكفاءة للعاملين في تنفيذ المشروعات.
أما الدكتور المهندس حبيب بن مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية فأشار إلى أن كثيرا من المشروعات المهمة تتأخر لعدة أسباب منها ما يتعلق بنظام طرح المناقصات وترسيتها و بالاستشاريين والمشرفين من قبل الجهة المالكة ودورهم في المتابعة وحل المشكلات.
المهندس مفرح الزهراني وكيل وزارة النقل للشؤون الفنية بين أن أهم أسباب تعثر المشاريع وتأخيرها هو الضعف الحاصل في الدراسة والتصميم, وعدم كفاية اعتمادات المشروع, و ضعف أداء المقاولين وأداء مقاولي الباطن, و أجهزة الإشراف, وكذلك ضعف أداء الأجهزة الحكومية, وكذلك الأسباب المتعلقة بالتعارض وعدم الوفرة كتعارض خدمات البنية التحتية مع المشاريع, وعدم توفر الأراضي للمشاريع, وتأخر نزع ملكية العقارات التي تعترض المشاريع.
في حين أبان الدكتور سامي برهمين أمين عام هيئة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أن عدم اكتمال الطرق الدائرية أحد الأمثلة المهمة لمشكلة تعثر المشروعات، فرغم أهمية مكة المكرمة واستقبالها سنويا للملايين من المعتمرين والحجاج والزائرين، إلا أنه لا يوجد طريق دائري واحد مكتمل التنفيذ في مكة المكرمة، ممثلاً على ذلك بالطريق الدائري الأول الذي مضى على إنشاء جزء منه 30 سنة ولم يتم إكمال الجزء الباقي الذي يبدأ من أنفاق الشعب وحتى المسفلة، والطريق الدائري الثاني يتبقى منه نحو 40% وهو الذي يبدأ من حي البيبان وحتى النكاسة، والذي تم تأجيله لأكثر من مرة حتى بدأ في تنفيذه حاليا من قبل وزارة النقل، والطريق الدائري الثالث الذي سيربط طريق المدينة بخط جدة السريع مرورا بإسكان الملك فهد الذي تنفذه وزارة النقل حاليا وهو أكثر الطرق الدائرية عملا حتى الآن، كما أن هناك الطريق الدائري الرابع الذي اعتمد قبل أربع سنوات، إلا أن العمل يسير فيه ببطء وهو ضمن مسؤوليات أمانة العاصمة المقدسة.
وأضاف برهمين أن التقرير الذي أعدته إمارة منطقة مكة المكرمة مؤخرا وتم رفعه لصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كشف موقف تنفيذ المشروعات بمكة المكرمة، من خلال رصد دقيق لجميع مشاريع المنطقة، أوضح أن نسبة التعثر في إجمالي تلك المشروعات بلغ نحو 13 % وتقدر تكلفتها بنحو 44 مليار ريال.
وعن المشاريع المتوقفة فيضيف برهمين إلى أنها بلغت نسبتها 5% من الإجمالي وبقيمة 600 مليون ريال، فيما بلغت المشاريع المتعثرة والمتوقفة 319 مشروعاً، وتتمثل أغلبها في مشاريع القطاع الصحي يليه قطاع التعليم وإن كان الأول حقق أعلى نسبة من المشاريع المنجزة.