الرياض: الوطن

أطلقت جامعة القصيم أول من أمس كرسي الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية حيث يوقّع مدير الجامعة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي عقد إنشاء الكرسي البحثي مع الممول الدكتور ناصر بن عقيل الطيار الذي تبرع بقيمة خمسة ملايين ريال لإنشاء الكرسي الذي يهدف لتخليد ذكرى العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
وقدم مدير الجامعة شكره وتقديره للدكتور ناصر الطيار على دعمه لمسيرة الكراسي العلمية في الجامعة من خلال تبنيه لكرسي الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لافتا إلى أن الجامعة تسعى إلى تحقيق الدور الرائد الذي تضطلع به تجاه تعزيز البحث العلمي من خلال الإسهام بنشر المعرفة، مشيراً إلى أن الكرسي سيسلط الضوء على دراسات ومؤلفات عالم جليل فاض عطاؤه ونهل من علمه القاصي والداني.
فيما أضاف وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الواصل قائلاً: إن الحديث عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - وإيفاءه حقه أمر في غاية الصعوبة، فهو رمز وعَلَم وعالِم من العلماء الشرعيين الذين أمضوا حياتهم في خدمة دينهم ومجتمعاتهم فانتشر علمهم في شتى أرجاء المعمورة، مشيراً إلى أن تبني جامعة القصيم ممثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إنشاء كرسي بحثي باسم الشيخ محمد بن صالح العثيمين ويُعنى بالدراسات الشرعية وبعلم الشيخ هو أقل ما يمكن تقديمه له فهو أحد أعضاء هيئة التدريس في هذه الكلية ساهم في تأسيسها وقدم الكثير لها لافتاً إلى أن رعاية الشيخ الدكتور ناصر بن عقيل بن عبدالله الطيار مالياً لهذا الكرسي دليل واضح على اهتمامه شخصياً ورجال الأعمال السعوديين بالدين الإسلامي وبالعلم والعلماء وهذا ليس بمستغرب عليهم، مؤكداً أن الكرسي هو أحد برامج كراسي البحث العلمي ذات الطابع الوقفي بجامعة القصيم سوف يكون له - بإذن الله تعالي - إسهامات كبيرة بالدراسات الشرعية بصفة عامة وبعلم الشيخ محمد بن صالح العثيمين بصفة خاصة، وسوف يركز الكرسي على الدراسات التطبيقية الشرعية التي تساهم في دراسة العديد من القضايا المعاصرة التي يحتاجها المجتمع في هذا الوقت، وأن حرص الشيخ الطيار على أن يكون هذا الكرسي وقفاً دليل على حرصه على استمرارية الكرسي لتقديم الدراسات والخدمات لجميع المتخصصين والباحثين وطلبة العلم والمجتمع. وأشار عميد البحث العلمي بالجامعة الدكتور يوسف السليم إلى أن الكرسي يسعى لتحقيق جملة من الأهداف العلمية والبحثية من خلال العناية بتراث الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - العلمي ويتمثَّل في نشره بكل الوسائل الممكنة وفق المنهج المعتمد من مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، ودعم البحوث والدراسات العلمية المتعلقة بجهود الشيخ - رحمه الله تعالى - العلمية والدعوية والخيرية داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى الإسهام في ترجمة النتاج العلمي للشيخ إلى اللغات الحية، ورفد دول العالم بمثل هذه المؤلفات المؤصلة علميا، وإبراز الدور الريادي للشيخ والمملكة في خدمة العلم الشرعي.
وأشاد رئيس مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين بخطوة جامعة القصيم في تبنيها واحتضانها للكراسي البحثية الأمر الذي يسهم بتشكيل حراك علمي في مختلف المجالات.
وقال: إن إطلاق كرسي فضيلة الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية سيحقق - بإذن الله تعالى - غايتين هامتين الأولى إحياء تراث هذا العالم الجليل وتأصيل منهجه وإبراز جهوده العلمية والدعوية والخيرية داخل المملكة وخارجها، والثانية إبراز دور جامعة القصيم في تبني منهج مثل هؤلاء العلماء الرواد الذين كان لهم قصب السبق في وضع لبنات هذه الجامعة في مجال العلوم الشرعية وهذا ضرب من ضروب الوفاء وهذا ليس بمستغرب على أبناء هذه الجامعة ممثلة بمديرها معالي الأستاذ الدكتور خالد الحمودي وإخوانه منسوبي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ونحن في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية سنكون - بإذن الله تعالى - خير رافد ومعين للإخوان والأساتذة الذين سيقومون بالإشراف على الكرسي حتى يتحقق الهدف المنشود من إقامته على أفضل وجه.
وقدم العثيمين شكره وتقديره للدكتور ناصر الطيار على تكفُّله بتمويل الكرسي سائلاً العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناته إلى يوم القيامة.
وأشار الشيخ الدكتور سامي الصقير إلى أن الكرسي سيسعى لتحقيق أهدافه بالتعاون مع مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية فيما يُحقق الأهداف المشتركة، وتشجيع وتمويل البحوث والدِّراسات الشرعية ذات الموضوعات الجادة والمتميزة التي تُسهم في الحلول العلمية للقضايا والمسائل المعاصرة.