لم يزل هناك من يتذكر أن غزة محاصرة. فألف تحية وألف شكر للمشرفين على رحلة السفينة ايستيل القادمة من مكان ما من العالم، والمحملة بمتضامنين من جنسيات لا نشعر إلا بالغيرة منهم.
تناسى العالم غزة وحصارها، وصار من الطبيعي أن نرى ونسمع عن جنود الاحتلال يطاردون ويقتلون أطفالا تجرأوا واقتربوا من الشريط الشائك القائم على حدود فلسطين المحتلة، للملمة بعض المواد لإعادة بيعها في سوق الخردة.
هل سمع العالم أن البطالة في قطاع غزة 31%، أي أن ثلث القوى العاملة معطلة، وغير قادرة على إيجاد لقمة العيش لأسرها؟
ما هم العالم، طالما أن من يشكو ومن يحاصر هو فلسطيني، انتزعت منه هويته بعد استلاب أرضه، هو بنظر العالم المتحضر هائم على موائد المنظمات الدولية للاعتراف بأن أرضه محتلة، والقانع بأن يكون رقما إضافيا على لائحة دول العالم التي لم يسمع بالكثير منها سوى أهلها، والتي يصعب على غيرهم لفظ اسمها.
فلسطين ليست كذلك. إنها أرض الأنبياء والرسل ومهد الحضارة الإنسانية. وقد يكون من أجل ذلك، شعبها محاصرا ومضطهدا، ومن أجل ذلك أيضا تتقاطر من أرجاء العالم كله قوافل التضامن معه لإنقاذه.
نخشى على ايستيل أن يكون مصيرها كمصير مرمرة. فإسرائيل هي إسرائيل.