حتى أماكن المعسكرات الإعدادية لأنديتنا العربية، تقام بطرق عشوائية دون دراسة ما قبلها وما بعدها والوقوف على الفوائد المأمول تحقيقها.. فعلى سبيل المثال، يقيم 14 نادياً سعودياً في الفترة الحالية، معسكرات خارجية في كل من ألمانيا والبرتغال وإيطاليا والنمسا والتشيك والبرازيل ومصر، استعداداً للموسم الجديد،

حتى أماكن المعسكرات الإعدادية لأنديتنا العربية، تقام بطرق عشوائية دون دراسة ما قبلها وما بعدها والوقوف على الفوائد المأمول تحقيقها.. فعلى سبيل المثال، يقيم 14 نادياً سعودياً في الفترة الحالية، معسكرات خارجية في كل من ألمانيا والبرتغال وإيطاليا والنمسا والتشيك والبرازيل ومصر، استعداداً للموسم الجديد، وهو ما يعني أنها دفعت كثيراً لإتمام هذه المعسكرات والتباري مع فرق بعضها معروف، وبعضها مجهول لدرجة أنه لم يحظ بسطر واحد في إعلام بلده طوال تاريخه، إن كان له تاريخ.
الأمر المسلم به هو أن هذه البلدان أو الشركات التي أتمت خطوات المعسكرات، تأخذ من أنديتنا كثيراً ولا تمنحها إلا القليل المتمثل في إعداد ربما يكون جيداً وربما لا، لكن المؤكد أنها لن تعود بمعين مادي يدعمها خلال مشوارها الطويل في الموسم، سواء من الإعلانات أو تسويق ملبوسات أو أي مقابل مادي نظير أداء مباراة.
على العكس تماماً، تبدو الأوضاع مدروسة في الأندية الأوروبية التي تختار أماكن معسكراتها بتأن، فهي تضع أهدافاً ومن ثم تبحث عن البيئة الملائمة لتحقيقها، فالجولات المعتادة للأندية الكبيرة مثل مانشستر يونايتد وآرسنال وبرشلونة وريال مدريد وغيرها، لدول شبه فقيرة كرويا كبعض دول شرق آسيا وأمريكا، لا تتم اعتباطاً أو صدفة، وإنما للحصول على فوائد قد يكون في مقدمتها استرداد ما تم إنفاقه خلال التعاقدات التي سبقت الموسم، وذلك من عوائد التسويق والإعلانات وأيضاً من مقابل المباريات الودية التي تقام أمام أندية أقل مستوى.. كما تبحث عن هدف آخر قد لا يكون من الأولويات وهو زيادة شعبيتها في البلدان البعيدة عنها جغرافياً، ثم يأتي الإعداد كمرحلة تالية لاختبار عناصر جديدة.
فإذا وضعنا في الحسبان أن بعض الأندية السعودية بلا أي جماهيرية خارج قواعدها ووجدنا لها العذر في إقامة معسكرات خارجية (بالسلفة)، فلن نغفل أن هناك من تخطى بجماهيريته الحدود وبات مطلباً ملحاً لجماهير عربية أخرى تتلهف لمتابعة نجومه عن كثب، وأنه يجب على أندية الفئة الأخيرة أن تقدر نفسها وتفيد وتستفيد من إقامة معسكرات إيجابية تعود بالنفع المادي والبدني والذهني المطلوب، بدلاً من (الاستدانة) من أجل معسكرات من شأنها أن تزيد الطين بلة قبل البداية الفعلية للموسم.
وعلينا أن نسلم بأن الاستعداد للمسابقات المحلية أشبه بالتجارة، كل الأندية تبحث خلالها عن الربح وتنأى عن الخسارة بقدر المستطاع، إلا أن جميعها لا يخوض تلك المسابقات وفي الخزانة رصيد ويفضل بدأها برأسمال مستلف.