أكد عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود الدكتور محمد الحصين على أهمية سجلات محاكم المدينة المنورة فيما يتعلق بمعرفة عمران المدينة المنورة، ومعرفة جميع أحوالها الاجتماعية والثقافية مشيرا إلى أن تلك السجلات تعد مصدرا تراثيا مهما للمدينة المنورة ومؤشرا لفهم شخصيتها العمرانية.
وقال الحصين خلال ورقة ألقاها في أدبي المدينة المنورة أول من أمس، إن دورهم لا يشبه دور المؤخرين الذين يسردون أحداث التاريخ وإنما يتجاوز ذلك إلى استعراض المخططات العمرانية للمدن وكشف أبرز السمات العمرانية التي تميز المعالم والمباني التاريخية.
وأضاف خلال المحاضرة التي قدم لها المؤرخ والباحث في معالم المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي أن المدينة المنورة تتكون هندسيا من خمس كتل عمرانية تغطي جهاتها، مستعرضا في ذات السياق جملة من الصور والرسومات والمخططات الهندسية لعدد من المرافق في المدينة بينها المدرسة الحميدية والمدرسة الإحسانية والمدرسة الكشميرية.
وكشف الحصين عن عدد من المصادر التي اعتمد عليها في تقديم دراساته بينها سجلات محاكم المدينة المنورة منذ قرون عدة وحتى الوقت الحاضر والتي تعتبر-على حد قوله- مصدرا تراثيا مهما فيما يتعلق بعمرانها ومجتمعها وجميع أحوالها إضافة لصكوك الوقفيات وكذلك مخطط المساحة المصرية وكتب الرحالة.
وكان الحصين قد قدم في ورقته التي صحبها عرض مرئي جملة من المخططات الهندسية التي تكشف عن البنية العمرانية للمدينة المنورة، وما تحتضنه من حصون، وميادين، وأسواق، ومدارس، وأربطة، مرورا بعمارة المسجد النبوي الشريف، والتغيرات التي شهدها النسيج العمراني في مختلف عناصره، واستعرض كذلك عددا من الصور القديمة بينها صور للحجاج خلال موسم الحج وعدد من المعالم والمدارس القديمة.