واشنطن: أحمد عبدالهادي

أنقرة قد تطالب بتفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو

بحث رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل مع نظيره الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي على نحو طارئ في وزارة الدفاع الأميركية أمس الأوضاع في سورية. وذكرت تقارير أميركية أن المسؤولين تطرقا للدور المحتمل لحلف شمال الأطلسي الناتو في المرحلة المقبلة وذلك بعد أن اجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مع أوزيل الأحد الماضي لمدة ثلاث ساعات دون الإعلان عن تفاصيل الاجتماع. وكان إردوغان قد أدلى بتصريحات أشار فيها إلى أن بلاده مستعدة لأن تطلب من الناتو التدخل في الأزمة السورية. وقال في حديث لصحيفة كوريير دي لاسيرا الإيطالية الاثنين الماضي إن العنف في سورية يجب أن ينتهي بمساعدة القوى الدولية الأساسية طالما أن الجهود الدبلوماسية لم تتمكن من وقفه، مشيرا الى أن الحكومة السورية غير مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات القمع التي تمارسها.
وأضاف إردوغان إذا ما واصلت الحكومة السورية ارتكاب نفس الأخطاء على حدودنا فإن ذلك سيتطور إلى موقف يشبه ما تذكره المادة الخامسة في ميثاق حلف شمال الأطلسي. وتشير المادة إلى أن من الضروري أن يتدخل الحلف لدعم أي دولة من الدول الأعضاء إذا تعرضت لتهديد يمس أمنها القومي من خارج حدودها. وترى تركيا أن تدفق اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم حتى الآن 24 ألفا إلى أراضيها فضلا عن الاستفزازات التي تقوم بها القوات السورية بإطلاق النار على أهداف داخل الأراضي التركية تبرران ما يمكن وصفه بتهديد لأمنها القومي.
ورفض مسؤول كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما التعليق على تصريحات إردوغان أو الإفصاح عن نوايا الإدارة بعد أن أعلنت رفضها لما وصفته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بمهزلة الانتخابات في سورية، وبعد التقارير المتواترة التي تفيد بفشل مهمة المبعوث المشترك كوفي عنان في وقف أعمال العنف. وقال المسؤول لشبكة فوكس نيوز الأميركية نحن نتابع الموقف عن كثب، ولا أعتقد أنه يوجد من اقتنع بمسرحية الانتخابات التي قامت بها السلطات السورية. وكما يعرف الجميع فإن الموقف لا يزال يتغير كما أن العنف لم يتوقف وأعتقد أن الأمور لا يمكن أن تمضي على هذا المنوال لفترة طويلة.
وحول ما يمكن القيام به كبديل قال المسؤول هناك خيارات محددة كانت مطروحة من قبل وتم تأجيل اتخاذ قرار بشأنها لمنح الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها عنان الفرصة، ولكننا نصل بسرعة إلى خط النهاية الآن، فالواضح أن النظام لا يعتزم الانخراط في عملية سياسية حقيقية تهدف إلى إحلال الاستقرار وإشراك كل القوى السياسية في حكم البلاد. وأعتقد أن وقت التحرك يقترب بسرعة ونحن في كل الأحوال على اتصال دائم بحلفائنا.