كثرة العمل والإنتاج جميلة ومفخرة، وكثرة التقليد والاستنساخ قبيحة ومخجلة. يتصور البعض أن استنساخ البرامج الأجنبية يأتي بدافع تغريبي فقط، بينما جزء كبير منه يأتي بدافع وفرة الكسل والمال معا، وطمعاً بالمزيد منهما.
لم تدع مجموعة إم بي سي فرصة للمشاهد ليلتقط أنفاسه، ويرتاح من البرامج المستنسخة للمواهب والغناء، فمن عرب آيدل إلى عرب قوت تلند وصولاً إلى ما يعرض هذه الأيام برنامج أحلى صوت! ولم تدع مجموعة MBC فرصة للعرب ليبدعوا ويقدموا عبر شاشتها برامج جديدة ومبتكرة، بل فرضت عليهم الاستنساخ في البرامج ولجان تحكيمها، حتى أضحى أعضاء لجنة التحكيم العرب نسخة مكررة من أعضاء لجنة التحكيم الأجانب في البرامج الأصلية، وأمسوا مقلدين لهم في ردود فعلهم من المشاركات وتقييمهم للمتسابقين؛ ومقاطع اليوتيوب كفيلة بتأكيد ذلك!
وكل استنساخات MBC لم تخرج عن دائرة الطرب والغناء والاستعراض، فإن لم تكن الأصل في المسابقة كانت إحدى أهم المشاركات، وكان أهل الفن أهم أعضاء لجنة التحكيم حضوراً.. وربما تطلق لنا المجموعة قناة MBC موسيقى لتكمل باقتها بالقناة العاشرة والتي كان متوقعاً أن تكون رياضية!
ومهما دار النقاش عن مدى حرص القناة والبرنامج على كسب المواهب، وإبراز الإبداع العربي على الطريقة الغربية، إلا أن الهامش الربحي أكبر من ذلك اهتماماً لدى المنتجين والقناة، ولو لم يكن كذلك لتوقفت البرامج المستنسخة عند النسخة الأولى.
(بين قوسين) سؤال كبير يحوم حول رؤوس المشاهدين: هل يعني الإسراف في استنساخ برامج الغناء والمواهب والمسابقات، أن المجموعة لم تجد ميولاً لدى المشاهدين إلا إلى هذا الاتجاه؟ أم إنهم الأغلبية والبقية قلة لا تعني شيئاً بالنسبة للمنتجين العرب، والمجموعة أهمهم وأقواهم؟