لماذا تركز ـ يا شاكوش ـ على سلبيات الزميل/ تويتر وتغضي عن إيجابياته الكثيرة؟ أليس لكل وسيلة حديثة سلبيات لا تطغى على إيجابياتها؟ هل تركت جدتك حمدة سيارتها دوجٍ حمر والرفارف سود؛ لأنها أول ما نتعتها دعست العنز الوحيدة التي كانت ترضعك منها؟
نعم.. توقف النجم الثقافي الأول عبده بوكر عن التوترة، وتبعه قوقل الرياض ـ بالقاف المقلقلة ـ فهد عامر الأحمدي، ولكن ما تقول في كاتب العفاريت/ خلف الحربي، وفكهاني الحرف/ محمد الرووطيان؟ وأسهمهما التويترية في ارتفاع مستمر، حقيقي وليس فقاعات تشترى؟ وما تقول في إمام جامع العقل الكبير/ إبراهيم البليهي الذي لم يجد الوقت لإنجاز كتابٍ واحد، وها هو ينشر فكره تغريداً جميلاً كل حين؟
فلنعد السؤال: هل مشكلتنا في إيجاد وسيلة للتعبير أم في التعبير نفسه؟ هل لدينا قانون إعلامي صارم يحفظ لك حرية التعبير، وفي الوقت نفسه يتيح لمن يتضرر من ممارستك حقك بأي شكل أن يرد عليك ويحاسبك من باب أن الإنسان حر ما لم يضر؟ لا بد أن نعترف أن أنظمتنا تركز على الجانب الرقابي الذي يكتفي بتقديم كبش فداء عند وقوع المشكلة ولا يوفر الحد الأدنى من الوقاية؛ فمثلاً: يحدث كثيراً أن يشكو أهالي منطقة ما صحيفةً ما لأنها نشرت تحقيقاً ما يسيء لهم بشكل ما! والإجراء التقليدي في مثل هذه الحال أن يقال رئيس رقباء التحرير، ويعين رئيس رقباء جديد يفضل أن يكون من أهل تلك المنطقة، ولجبر الخواطر ينشر اعتذار لا يكاد يرى بالعين المجردة من سطرين فقط، ليس عن الإساءة التي جاءت في صفحتين وعلى مدى حلقتين، بل عن فهم الأهالي هداهم الله!
من هنا فإن اتجاه كتاب الرأي النجوم للتوترة يساعد في ترهل هذا الفكر الرقابي، لأنهم يوهمون الناس بوجود متنفسٍ بعيد عن مقصاته! كما يريح المسؤولين من المواجهة الرسمية المباشرة، حتى حفظنا الأسطوانة المودرن: أنا فاضي لمطاردة خفافيش الظلام؟ من لديه ملاحظة لماذا لا يقدمها لنا مباشرة أو عن طريق الصحف الرسمية؟ وقديماً كانوا يقولون كلام جرايد، و...أتارينا يا عزة لا رحنا ولا جينا!
أما نجوم الكتاب فإنهم يضيفون إلى ذلك كارثة أكبر حين يضطرون ـ عاجلاً أم آجلاً ـ إلى مراعاة ما يطلبه الجمهور، فيقلبون معادلة رسالتهم الحقيقية من قيادة الساحة إلى الانقياد للسائحين، ويصبح همهم الأكبر منافسة علك الكرز على ثغور الصبايا!
الجمهور هو الذي يصنع النجم من خام موهبته، ولكن الويل للنجم إن سلم موهبته لمزاجية الجماهير، مثل نجم كرة القدم: إن سجل هدفاً هتفوا باسمه، وإن أضاع فرصة شتموه، وإذا اعتزل نسيوه وفاتوه/ وأتاريهم قبل ما ينسوه/ ظلموه ظ.ل.م.وه! ما أحلاها من أنغام ولكن لا تنشغل بعينيها عن صوتها!!