الدمام: يوسف الحربي

أكدت الفنانة التشكيلية الكويتية مي السعد أن تجربتها مع التشكيليات السعوديات خلال معرض سابق لها بالرياض، بالمشاركة مع 3 فنانات كويتيات في 2001، كانت مفعمة بالحماس والفضول، والرغبة في الانطلاق، منوهة بأن معظم أولئك الفنانات وصلن اليوم إلى مستوى عال من حيث التقنيات والخبرة والمعرفة، ما يؤكد التطور الاستثنائي للفنانة التشكيلية في المنطقة.
وترى السعد في حديثها إلى الوطن أن المشهد التشكيلي السعودي بات يحتل مكانة مهمة في العالم وتجاوز معظم التجارب التشكيلية في المنطقة، وهناك أسماء لا يمكن لمهتم بالحركة التشكيلية المعاصرة في الشرق الأوسط إلا أن يذكرها في المقدمة منها أحمد ماطر، وعبدالناصر غارم، ونهى الشريف وزمان جاسم وغيرهم الكثير، وسيكون نهاية الشهر الحالي معرض في الرياض بتنظيم من جمعية التشكيليين السعوديين وجمعية الفنون التشكيلية بالكويت.
وتتذكر السعد تجربتها الفنية التي تعود إلى عام 1993، ثم اتخذت شكلا مغايرا عام 1998 مع اللوحات المتحركة حسب إيقاع لونها الخاص.
وقالت: أحببت أن يكون لجذوري امتداد في اللوحة بشكل واضح وقوي، وكانت لوحات الفلكلور الراقص والعرضات وفنون الجزيرة العربية تجذبني، فقرأت كثيرا في تاريخ هذه الفنون واستحضرت أحيانا الشعر المصاحب لها والإيقاعات، وهي بالفعل تختصر الكثير من أحداث التاريخ، وتقوم على عدة أشكال من الفنون كالرقص والشعر والنغمة الإيقاعية المنتظمة.
وأضافت أن في هذه الرقصات الفلكلورية تجسدت الوجوه العربية السمراء، وتباينت ملامحها بين جبلية وصحراوية، تقرأ في قسماتها مسيرة التعب والشقاء والفرح وحب الوطن والانتماء، وباقي القيم المتوارثة في الملابس والأسلحة المستخدمة للرجال أو الألبسة الملونة للنساء.
وكشفت السعد، أن الوجه هو شغفها الأول، قائلة: إنها تجد في الوجوه كل الحكاية، لهذا لا أحب رسم البورتريه المعروف بشكله الرسمي، حيث لابد أن يكون متحركا في لوحتي ونابضا بشخصية صاحبه.
وعن واقع الفن التشكيلي في الكويت ترى السعد أنه اليوم يحفل بجيل جديد من الفنانين الشباب يسعون لدعم مواهبهم بالخبرات والتقنيات بما يؤهلهم لعكس وجه الكويت الثقافي، وقالت: هناك حركة قوية لاقتناء الأعمال الفنية لفنانين كويتيين، مما يشجعهم على الاستمرار.
وأبدت السعد عدم خلو الأجواء التشكيلية في الكويت من شكوى البعض من الشللية التي تؤثر على الفن، وقالت رغم أنها ظاهرة موجودة في معظم مجتمعاتنا العربية، إلا أن المشكلة أحيانا لا تكون بسبب الشللية أو التحيز بل لكسل المسؤول عن التعرف على التجارب الموجودة وتعريف الناس بها وبأصحابها، أو لعدم قناعته بأهمية الفن وفعالياته؛ فتسند إدارتها إلى أول اسم يتبادر إلى الذهن أو الأكثر ورودا في المجالس، نعرف أنه كلما ارتفعت الحرفية في التعامل مع الفن التشكيلي كلما قل تأثير الشللية. وعن النقد، أجابت السعد أنه قبل أن يشتكي الفنان من قلة النقاد يجب أن يتعلم أن يتقبل النقد، هناك الكثير ممن لا يقبل أن يقرأ أحدهم لوحته أو ينتقد أي قصور فيها، ومن جهة أخرى لم يأت ذلك الناقد الذي لا يخشى اللوم، فلم يبق في الساحة الصحفية إلا انطباعات عن اللوحات وعن المعرض بشكل عام، الناقد الفني هو الملم بتاريخ الفن والحضارات، هو الذي يدرس اللوحة ويشير إلى دلالاتها، إضافة إلى توافر الذوق الفني لديه بمعنى أن يجيد تقدير مواطن الجمال الفني في اللوحة مع عدم إغفال أهمية أن يكون لدى الناقد القدرة على النفاذ لأفكار الفنان وروحه بحيث يفهم خلفية العمل الفني.