حنانيك أبا هوازن فاتحة القلب: لقد غادرت الفانية إلى الباقية وأنت لا تعرف كيف نحتفل باليوم الوطني فنياً، ولم تطلع على سلق هذه الأشياء التي نسميها أوبريتات؛ وقد أصبحت الطبق الدسم في أي احتفالٍ وطني مهما كان حجمه! فإليك عينةً صغيرةً، واضحك أنت ومن معك من الزملاء: الحسن وأحمد وشوقي وغازي ونزار، أما درويش فأخشى أن ينتحر ضحكاً:
تقدم منتجٌ بنص أوبريت لإحدى الجهات بعد أن هزته تكفى من الموظف المسؤول؛ إذ لم يبق أمامهم سوى أسبوعين! وكان النص تقليدياً كالمعتاد يمدح الوطن والمواطنين مدحاً سافراً مغسولاً بمرقة، ويرمز لكل منطقة بفلكلورها؛ ليرقص الجميع في وقت واحد على إيقاع: سمك لبن تمرهندي! غير أن المؤلف، وهو من فئة كل شيء بعشرة، قص ـ متأثراً بوفاتك رحمك الله ـ قولك: أدر مهجة الصبح/ صب لنا وطناً في الكؤوس/ يدير الرؤوس، ولزقه لازمةً تفصل بين مهازل السليق! فاعترض الموظف الذي لا يربطه بالفن إلا ما يربطكم بالدنيا: كؤوس؟ أعوذ بالله.. وشطبها وكتب الرؤوس! وشطب الرؤوس وكتب الشموس! وقبل المنتج والمؤلف فهما لا يختلفان عن صاحبهما، والمهم الهبرة التي سيهبرانها باسم الوطن؛ لكن الموظف العبقري اكتشف بعد تمحيص دقيق أن نصك فصيح، بينما باقي الأوبريت شعبي يجمد على الشوارب! فحذفوها وعلَّق فنان حقيقي قائلاً: يا أخي نحن لا نتدخل في عملهم، فلماذا يتدخلون في عملنا؟ إن كان لديك أو لدى صحبك إجابة فأسعفونا بها رحمكم الله!!
أما اليوم الوطني المجيد فيطرح سؤالاً آن الأوان أن نجيب عنه: إلى متى يغيب صانع وحدتنا/ الملك عبدالعزيز عن الفن عموماً والسينما خصوصاً؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومن أجاب دعوة صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز واطَّلَع على كنوز الوثائق والكتب، التي دأبت دارة الملك عبدالعزيز على نشرها وإتاحتها للجمهور بشتى الوسائل، فليس من المبالغة أن يقول: لو كان هذا الرمز في بلادٍ أخرى لوجدت فيه منجماً لا ينضب لتشغيل السينما عشرات السنين!
وخير من يحمل قلق هذا السؤال هو المخرجة السعودية البطلة/ هيفاء المنصور؛ التي عايدت الوطن بفوز فيلمها وجدة بعدة جوائز ع.ا.ل.م.ي.ة!!!