يطول الحديث عن الوطن ومنجزاته وعن فجره الساطع منذ 82 عاما على كل شبر من تراب وطننا، حينما انبهر العالم بوحدته وشهد بفرادتها، إذ لم يكن التاريخ بعيدا بل كان قريبا يراقب عن كثب وبإعجاب شديد ولادة ذلك المنجز الذي لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا له في قيام الدول وظروف تأسيسها. ومن المهم ونحن نتذكر كل ذلك ألا ننسى التأكيد على أن تكامل الرؤية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووضوح مقاصدها لما سيكون عليه حاضر ومستقبل ذلك الكيان الوليد لم تكن غائبة طيلة سنوات التوحيد والبناء الأولى عن عقل وتفكير القائد الفذ والملك المؤسس عبدالعزيز غفر الله له بل كانت حاضرة وصارمة في إنجاز كل مراحل التوحيد والنهوض التي حققها وخاض غمار تحدياتها أبو الدولة مع رجالات الوطن المخلصين، وعلى الرغم من حدّة الظروف السياسية المضطربة التي رافقت التأسيس آنذاك، إلا أن المؤسس تمكن بحنكته المعروفة وفطنته من تجاوزها لبلوغ حلمه فأعلن ميلاد دولة الأمن والرخاء والاستقرار التي نعيشها اليوم حاضرا من التنمية والرقي والازدهار، حاضرا ما زال يزرع الدهشة في عيون العالم كدهشته الأولى عندما اكتمل توحيدها. وبالنظر إلى كل تلك التضحيات لا بد لنا من أن ننطلق من حاضرنا الزاهي لنواصل مسيرة العمل والكفاح وخوض كل التحديات على مختلف الأصعدة لنصل بالوطن وبنا جميعا إلى سدة المستقبل الذي لا نحتاج لبلوغه سوى الفعل الذي يرفع ويبني ويحقق تطلعات الأمم والشعوب. إنه الفعل الذي يواصل خادم الحرمين الشريفين إعماله في متن مسيرتنا التنموية التي تقف شواهدها شامخة.
ولاكتمال أثر الفعل كان لا بد من توفر فاعل مؤهل فقد أولى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله شباب وشابات الوطن جل اهتمامه ورعايته وعظيم دعمه فتبنى نشر التعليم العالي بإنشاء جامعات جديدة إيمانا منه بدورها في تنمية المجتمعات وتأهيل كوادرها الشابة لأداء واجبهم في المساهمة بثقة واقتدار في ميادين البناء الوطني. ولم يتوقف الفعل الملكي لقائد مسيرتنا عند هذا الحد بل جاء برنامجه للابتعاث الخارجي رافد ومكملا لرؤيته الحضارية المتجاوزة بابتعاث قرابة 150 ألف طالب وطالبة في أرقى جامعات العالم. وياله من فعل خلاق لملك علمنا أن نقدم الأفعال على الأقوال.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده سادن تاريخنا الوطني ومتمم بناء جيشنا الأبي، وسدد الله جهود وخطى وزير الداخلية وأعانه ووفق رجال أمننا الباذلين لأرواحهم دفاعا عن أمننا وحماية لمقدراتنا ومكتسباتنا الوطنية.
وأختم بقول الشاعر: من غير سوء سعوديون وحدّنا.. عبدالعزيز وعين الله تراعنا.... ما كنت مسقط رأسي أنت ياوطني.. بل مرْفِعَ الرأس فوق الغيم ممشانا