تستأثر 'نجد' بنصيب الغزال من الشعر القديم المتيم بـ'صَباها'، و'شميمها' و'عرارها'، رغم أنها لا تقارن بجنان الشام، ولا بأنهار الأندلس!

تستأثر نجد بنصيب الغزال من الشعر القديم المتيم بـصَباها، وشميمها وعرارها، رغم أنها لا تقارن بجنان الشام، ولا بأنهار الأندلس!
ولن تجد تعليلاً لذلك إلا أن تقف على أطلال قصر عنتر بمركز قصيباء وتستسلم للهواء العليل يحيل قلبك ربابة عشقٍ أزلية أبدية ويعزف: أضحك مع اللي ضحك والهم طاويني/ طية شنون العرب لا قَطَّروا ماها!
أو تتمشَّى في منتزه خرطم في محافظة المذنب ـ وتعني مجمع السيول ـ لتنبهر بآيةٍ بسيطة حد العظمة، أو عظيمة حد البساطة، نحتتها أنامل فنان لم يكن إزميله إلا ذلك السحر النجدي، ثم تفاجأ بأن كل ما تراه قام به منسوبو بلدية المحافظة حسب إمكاناتها المتاحة، ودون أن يربك اهتماماتها الأخرى من النافورة الموسيقية ـ بدون موسيقى طبعاً؛ وين حنا بُهْ؟ ـ إلى مركز الأمير سلطان الحضاري الذي دخل موسوعة جينيس بقبته المشغولة كاملة بالزجاج الملون، إلى الملعب المطابق لأحدث مواصفات الفيفا، وكل ذلك أنجز بثلاثين مليون ريال فقط، حسب رئيس البلدية/ فهد بن محمد البليهي! كم كم؟ ...ـليون بالميم أم بالباء؟ بالبيم.. بالميب.. بالـ... كما تشاء لكنها سبعة أصفار فقط!
هنا لا بد أن تتساءل: إذا كانت قصيم الزمان لا تحظى بأي تمييز إداري، كميزانية خاصة، أو مشاريع أكثر، فلماذا تبدو أفضل الأقاليم تنمية في نظر السواد الأعظم من أبناء المناطق الأخرى، ومنهم كتاب كالرياض: لا يشق لهم غبار؟!
قبل سنوات نشرت الصحف إنشاء (266) مدرسة في منطقة القصيم خلال ست سنوات، فيما لم ينجز في مناطق أكبر منها عشر مدارس! قال البعض: إنها المناطقية، ومحاباة المركز على حساب الأطراف! بينما اكتشف الطابع بأمر الله وكشف أن الأمر يعود إلى عقلية مدير التعليم آنذاك/ صالح بن عبدالله التويجري وحسن تدبيره؛ فكان يعمد المقاولين من أبناء المنطقة بالعمل فوراً، ثم يحاسبهم بأثر رجعي بدل أن ينتظر السلحفاة البيروقراطية تقطر عليه المخصصات، كما ركن الآخرون!
نعم.. قصيم الزمان مميزة فعلاً، ولكن لتميز الإنسان فيها: أولاً بما أسميه/ تِنِقِّد القصمان؛ بحيث إنك لو امتدحت طعامه لـتطنّز بك: ياحبني لك يا الصحيِّح! أجل ما حسيت بحبيبة رزيزةٍ خوينسةٍ حيلٍ بالحيل بقويع القدير؟ وهو ما ضيَّق هامش الفساد الإداري، وما وسعه إلا غياب النقد في مناطق أخرى! ويتميز الإنسان القصيمي ـ ثانياً ـ بالمبادرة بالعطاء، فكم من واحدٍ تبرع بأملاكه الخاصة ليقام عليها مشروع عام! وكم من واحدٍ سمح أن يقسم الطريق العام مزرعته شطرين مجاناً؛ فيما تعطلت عشرات المشاريع لتحاسد الناس في مناطق أخرى!
اللهم أدم على القصيم تِنِقّد أهلها وعطاءهم، وعم بهما بقية أجزاء الوطن... دعوة عجيِّزٍ قصمنجية يا كريم!