حقائق حول الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم واسمه براءة المسلمين الذي صور في كاليفورنيا عام 2011، وعرض في أميركا بداية العام، ووضع في يوتيوب منذ شهرين ونصف الشهر، ميزانيته المعلنة خمسة ملايين دولار جمعها رجل أعمال أميركي إسرائيلي ليقوم مخرج ومؤلف الفيلم الإسرائيلي سام باسيل بتنفيذه، ولتقوم مجموعة قبطية مصرية بدبلجة الفيلم.
الفيلم مهنياً بدائي بلا سيناريو حقيقي أو قصة وفاشل يمكن لمبتدئ عمل ما هو أفضل منه، ولا يمكن أن تتجاوز ميزانيته الـ50 ألف دولار، لم يختصر سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكنه لخص سهولة استغلال أتباعه واندفاعهم اللامسؤول لتنفيذ أجندات الآخرين، وإذا قسمنا المعادلة إلى مجموعة خاسرة وأخرى رابحة، فقد شوه منتج الفيلم صورة المسلمين بتصوير ردود فعلهم، وكسبت إسرائيل ضرب الدعم الأميركي لدول الثورات العربية، وأبعدت الثورة السورية عن الرأي العام العالمي. وبالحديث عن الحالة السورية قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم فأين كانت هذه الاحتجاجات من سفارات الأسد وأهلنا في سورية يقتلون، حركهم فيلم ولم تحركهم تعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليأتي حسن نصر الله وخامنئي لتسويق أنفسهم كمدافعين عن الدين وهم يقتلون أبناء الإسلام في سورية والعراق والأهواز المحتل وفي كل مكان لمصالحهم الفارسية الإستراتيجية.
ثورتنا في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم أبدت حقيقة تخلفنا وبعدنا عن تعاليمه، وهو الذي كانت قريش تهجوه وتذمه وتسبه، فما روج صحابته لمذمته حتى ماتت القصائد التي هاجمته وكانت سببا لانضواء صناديد قريش لرسالته، ودافع الله عنه بقوله تعالى :إن شانئك هو الأبتر. أميركا التي تجاوزت هجمات سبتمبر ببناء مبان أكبر في موقع الاعتداءات، وخلال زيارتي لها مؤخراً وجدت تعامل عناصر أمن المطار وقد عادت إلى ما قبل 2011، فهي دولة تدافع عن حرية التعبير ومع ذلك فإن كريكاتيرا مسيئا للرسول صلى الله عليه وسلم تم رفعه من معرض للإعلام الأميركي برسالة مؤدبة من شاب سعودي أبدى انزعاجه من الكاريكاتير، فما كان من إدارة المعرض إلا أن حذفتها معتذرة عن استخدامها، دون ثورات أو دماء أو قتل.