المدينة المنورة: د.هاني حمد النجم

أردت في البداية توضيح من هو أبو العريف (بضم العين وشد الراء)، وإن كنت متأكدا، أنه لا يـوجد على وجه هذه البسيطة، أحد لا يعرفه أو لم يقابله ويتحدث معه، ولكن لتنشيط ذاكرة القراء وحتى أبو العريف نفـسه أستطيع أن أقول وببساطة إنه كل من يدعي معرفة كل شيء ويفتي في كـل شيء، فهو بالتأكيد يعلم وغيره ربما يعـلم، فرأيه دائما صـواب ورأي غيره إن خالفه فقد جانب الصواب، فهو الخبرة من غير خبرة وهو العلم من غير علم، وهو المعرفة من غير معرفة، ببساطة هو أبو الحلول، هو لا يرى لا يسمع ولكنه كثير الكلام.
فوجود أبو العريف بيننا وفي مجالسنا إن كان إنسانا بسـيطا فلا ضرر، فربما يـكون فاكهة المجالس، يـطرد الهم بأحاديثه ويجـلب الضحك بأفكاره وخبراته وحلوله، يحرك سكون البـعض ويسكن حراك البعض وربما يلفت انتباه السارح، ولكن هي الكارثة بعـينها بـل هي أم الكوارث إن كان أبو العريف ممن له سلطة ولو كانت بسيطة، فتخيله رئيسك في العمل أو مدير إدارة، فستعلم ماهية الكارثة حقا فهو لا يسمع إلا نفسه، وإن حضرت له اجتماعا تجده هو من يتكلم والبقية ينصتون، فالحلول عنده ومن حوله فقط ينفذون، فهو متسلط في سلطة لا يرى إلا نفسه، ينتقد كل من حوله إلا نفسه، ودائما تجد من حوله يشعرونه بالمعرفة المطلقة.