هذا هو السؤال ياعمنا شيخ/زبير؛ أما: نكون أو لانكون فهي الإجابة الحتمية طَلْبَقك الله ودَمْعَزك!!
وهو سؤال يعيه بزران العرب منذ مووووبطي... سأل حكيمٌ ابنه الصغير لمَّا ألحَّ عليه للمشاركة في أرب آي دول: أيهما أحبُّ إليك: أن تكون مخ ما فيه ولديك الملايين، أم أن تكون مخ كبيييير ولكن فلوس ما فيه؟ فأجاب الصبي بلا تردد: الأخير يا بابا؛ لأن المخ يَبُخُّ ويضخ ويطخ الفلوس، ولكن أموال الدنيا كلها لا تصنع مخيخاً صينياً مقلَّداً في صناعية أم الحمام! وككل العباقرة فقد انتهى الصبي نهاية مأساوية، في مدرسته/ السيد عباس السقاف الابتدائية بالمدينة المنورة، حسب شائعة مغرضة تقول: إنه وجِدَ تحت أنقاض الركن الذي صدمته جدتي حمدة بسيارتها دوجٍ حَمَرْ والرفارف سود، من المبنى القديم الآيل للسقوط! وللتوضيح: فإن المدرسة المذكورة من المدارس النموذجية العالمية؛ بدليل فوزها بجائزة أرامكو للبيئة؛ تتكون من مبنى قديم يحتفظ ـ رغم ميوله الساقطة ـ بالمكتبة والمختبر! ومبنى حديث أُنشئَ في حضن المبنى المترنِّح؛ لتكريس بِرِّ الوالدين! أما أهميتها التاريخية فتعود إلى خَزَّان المياه الوحيد الباقي من عهد العماليق! وإلى آخر زيارة قام بها مسؤول في التعليم، هو مدير التعليم /رئيس النادي الأدبي/ رئيس نادي الأنصار، الأستاذ/ عبدالعزيز الربيع، المتوفى سنة 1402/ 1982 رحمه الله!
لوحةٌ سُريالية تكشف لنا سر اختلاف جيل اليوم في ثقافته العملية ونظرته للحياة والكفاح وتحديده الأولويات المستقبلية، عن جيل الآيل للسقوط!! سِرٌّ عرفه غازي القصيبي؛ فوقع شهيداً للسعودة في وادي لاصدى يوصل/ ولاباقي أنين يفصل بين ثقافتين قريبتين بعيدتين، كالسبت والجمعة عند الشاعر الكبير/ مساعد الرشيدي:
أَدور أنا وانت مثل السبت والجمعة/ يا قربنا والصحيح إنَّا بعيدينِ!!
هل تذكر ما أثارته صورة الشيف غازي من سخرية؟ وما أثاره تصريحه العُمَري الشهير/ السماء لاتمطر وظائف من استفزاز؟
وما زال الوادي يزيد سُحقاً بين جيلٍ كان يزدري الوظائف الميري؛ لأن العرق فيها مكتبي يأتي من جهاتٍ أخرى غير الجبين! وجيل يجد فيها الأمن الوظيفي والوجاهة الاجتماعية! جيلٍ كان يرى أن على الفرد أن يصنع أدواته بنفسه، وجيل يعتقد أن من حقه على الدولة توفير تلك الأدوات أولاً!
جيلٍ يجد ذاته في زراعة الشجرة ورعايتها، سواءٌ جنى هو ثمارها أم جناها ورثته! وجيلٍ يريد الثمرة أولاً؛ لأنها تحوي البذور اللازمة لزراعة شجرةٍ جديدة!
وما زالت وزارة العمل تقف بشقٍّ مائلٍ للجيل الأول؛ فتمن على الشباب بـحافز فيما هو في الواقع أبسط حقوقهم! ولن تجد حلاً جذرياً لملفاتها المزمنة إلا إذا استمعت جيداً للشباب، وباحترامٍ يليق بجيل مهند جبريل أبودية!!