في ظل تزاحم الأخبار الواردة على وكالات الأنباء والقنوات الفضائية عن تداعيات الفيلم المسيء لرسولنا الحبيب عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم اطلعت على مشاركة في (الواتس آب) تقول: كفار قريش كانوا يقولون قصائد تذم الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ولم تصل لنا هذه القصائد، لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فاندثرت، وعلينا أن نتعامل مع الفيلم المسيء بنفس الأسلوب بحيث لا نعطيه من الاهتمام ما يحقق أهداف من يقفون وراءه.
وفي مشاركة ثانية يقول محررها: اعملوا بوصية ابن الخطاب: أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا فيتنبه الشامتون.
مثل هذا هو ما ينبغي أن يتداول بين الغيورين والمحبين لدينهم ورسولهم، وهو ما ينبغي نشره ليعمل به، بدلا من الترويج لهذا الفيلم عبر إرسال رابط المقطع على (اليوتيوب) أو القتل والتخريب والاعتداء ليستثمر منتج الفيلم ومؤيدوه وهم كثر هذه الاعتداءات قائلين: هذه الاعتداءات تؤكد ما جاء في الفيلم عن الإسلام والمسلمين.
وفي ذات السياق كنت قبل يومين في مجلس أحد الأصدقاء فتساءل بعض الحضور عما إذا كان مقطع الفيلم -حديث الساعة- موجودا على (اليوتيوب) أم تم حذفه من هذا الموقع العالمي المشهور؟ فجاءت الإجابات متناقضة بين من يؤكد حذفه ومن يؤكد وجوده، حتى تبرع أحدهم بحسن نية فأظهره من جواله وقام بتشغيله ليريه من بجانبه، فأسرع صاحب المجلس مستنكرا وطالبا منهم عدم مشاهدته.
كثيرة هي المواقف والقصص والأحداث التي نتعامل معها بكيفية تخدم أهداف صانعيها، ونظن أن ما قمنا به هو في خانة الدفاع أو النصرة أو الحمية، والبعض قد يرى أنه ما لم يفعل ذلك يكون آثما، بينما المفترض أن يكون الرسول صلى الله عليه سلم هو قدوتنا في كيفية التعامل مع من سبوه وشتموه واتهموه بشتى التهم، ثم إن الله سبحانه وتعالى لا يحب الظلم ولا التعدي، وهو من قال: ولا تزر وازرة وزر أخرى فضلا عن أن استحضار القاعدة ورفع أعلامها في التظاهرات الاحتجاجية على الفيلم هو غباء وسوء تصرف آخر لا يخدم إلا منتج الفيلم، ثم إن القاعدة لم تستهدف الغرب وحدهم حتى يظن أصحاب تلك الأعلام أنهم يخيفونهم بها أو يذكرونهم بها، فالقاعدة قتلت من أبنائنا الكثير ودمرت وعاثت فسادا في ديارنا أكثر مما فعلته في ديار غيرنا، فما بال هؤلاء القوم لا يفقهون.