أعادني حديث أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان الذي نشر في الوطن أمس حول أن قصر عمر الهيئة (6 سنوات) كان السبب في عدم تحقيقها لطموحات الصحفيين، إلى حديث عابر دار بيني وبين أحد المصورين الفوتوجرافيين الشباب الذي سألته عن مصير عضويته لجمعية المصورين السعوديين، فضحك ضحكة مدوية سمعها جميع من في المكاتب المجاورة. وبعد أن حاولت أن أفهم منه مغزى تلك الضحكة، لم يزد على أن قال: والله عهدي بها وبأخبارها يوم سددت سوم عضوية التأسيس، وبعدها لم أعد أعرف عنها شيئا، فهل هي حية أم ميتة؟ وقد سبق أن قال الكلام نفسه الكثيرون من أعضاء جمعية المسرحيين السعوديين التي حاولت في فترة ما التنفس من خلال دورات ولقاءات بروتوكولية هنا وهناك لا أكثر ولا أقل . وما جمعيتا التشكيليين ولا الخطاطين عن أختيها ببعيدة، فكل واحدة منها ما زالت في نظر القائمين عليها وفي نظر وزارة الثقافة والإعلام مولودة أمس ولا نستعجل عليها على الرغم من إكمال بعضها 6 سنوات ولم تفعل شيئا يذكر سوى بعض الهوشات الصحفية بين أعضائها التي تنتهي بأحزاب متنافسة على جثة هامدة.
ولعل هذا التبرير المضحك الذي يقول إن 5 أو 6 سنوات زمن قليل جدا لا يستدعي انتقاد الأداء هو الجواب الأمثل لتساؤل ما طرحه أحد الدعاة السعوديين ـ الذي ملأ الأرض ضجيجا حول خطر الليبراليين، ولم ينتج كتابا علميا رصينا واحدا ـ بعد أن وقف مشدوها وهو يسمع حديث أحد الأكاديميين عن تجربة ماليزيا في النهوض الحضاري في أقل من عقد، حيث تساءل (الداعية) عن السر في عدم أخذ بلادنا زمام المبادرة العلمية وهي تملك من الأموال والطاقات الكثير؟ فالداعية نفسه كانت له محاضرة يفترض أن تبدأ في وقت محدد ومعلن، ولم يصل إلى المكان إلا بعد مرور ساعة كاملة.. تصوروا ساعة كاملة فقط.. لا والأغرب أنه في تلك المحاضرة كان يحث الشباب على استغلال الأوقات بكل الطرق، وعدم التساهل في الوقت وإضاعته، وأن الالتزام بالمواعيد من أهم قيم المسلم التي يجب أن يحرص عليها.
خلاصة الحديث: أنه ما دمنا ننظر إلى أن 5 سنوات عمر لا يطلب منا فيها عمل أي شيء سوى إشهار الجمعيات وجمع الرسوم، ثم انتظار اكتمال عقد من الزمن لكي نرسم الخطوط البدائية للعمل، فإن الصمت أغلى من الذهب هنا، واستروا ما واجهتم.