في أمور كثيرة تنقصنا روح المبادرة.. المبادرة هي المسارعة إلى فعل الشيء.. هي إيجاد أفكار نوعية مختلفة غير تلك الموجودة أو السائدة أو المعمول بها في حياتنا اليومية.. دافع المبادرة الرئيس - مهما كان حجمها - هو الاهتمام بذلك الشيء أو قل: الإيمان به.. صعوبة المبادرة أنك وحدك من يتحمل أي نتائج سلبية قد تحدث!
قبل سنة، كتبت هنا، أن مناطقنا تمتلئ بالمبادرات الفردية الجميلة.. لكن أكثرها يأتي من القصيم.. ما زلت أحتفظ برسالة قارئ من منطقة أخرى بعثها في اليوم التالي تتضمن ما لا يجوز ذكره هنا؛ احتجاجا على ما قلته.. لكنه لم يضمنها ما يدحض قناعتي تلك!
أمس قرأت أن الأمير فيصل بن بندر - أمير منطقة القصيم - بعث خطاب شكر إلى شابين هناك؛ على برهما بوالدتهما، حيث قاما بافتتاح مكتبة، وبادرا إلى جعل والدتهما تقص شريط الافتتاح.. وهذه مبادرة أخرى - من الأمير ذاته - نحو تقدير المبادرات الاجتماعية الفردية.
مبادرة الشابين تستحق أن تنشر على رؤوس الأشهاد.. ويجب أن تكون طريقا نحو مبادرات أخرى لتكريم الأم والاهتمام والعناية بها..
كثير من المبادرات الاجتماعية والإنسانية الفردية يطويها الإهمال.. فقط لكونها فردية ولا تنضوي تحت أي تجمع أو تكتل أو مؤسسة.. ولو أننا بادرنا إلى تكريم أصحاب المبادرات مهما كان حجمها، لوجدنا مساحة الجمال في بلادنا تزداد اتساعا..
نعم هناك تكريم، لكنه مقتصر على أصحاب المبادرات الكبيرة نحو إنقاذ الغرقى أو المحاصرين وسط النيران.. وهذه أعمال بطولية ولا شك.. لكن هناك مبادرات أخرى تستحق أن نعطيها حجمها من الاهتمام.. على الأقل دعونا نهتم بها اهتمامنا بأخبار الجريمة!