الرياض: أحمد الدوسري

فصول التراجع بدأت برحيل جيريتس وانتهت بالتفريط في الأجانب المؤثرين

تنازل الهلال عن تاجه وبطولته المفضلة دوري زين السعودي بعد أن حققها الموسمين الماضيين، واكتفى هذه المرة وبعد منافسة ماراثونية للدوري الذي اختتم بتتويج الشباب بطلاً، بالخروج ثالثاً في سلم الترتيب وهو موقع يناله الهلال لأول مرة خلال العقد الأخير بعد أن ظل خلاله إما بطلاً أو وصيفاً لبطولة يحمل فيها الرصيد الأعلى رقمياً بتحقيقه اللقب في 13 مناسبة.
وقدم الهلال في الموسمين المنصرمين مستويات لافتة إبان تواجد البلجيكي إيريك جيرتس على رأس الدفة الفنية للفريق، وقدم فريقاً أذهل منافسيه قبل أنصاره ووصل معه لمستويات متميزة من خلال طريقة اللعب والانضباط التكتيكي والجدية في المباريات وتسجيل نتائج كبيرة وتاريخية في مرمى منافسيه، أثمرت عن إنجازات وكؤوس من الذهب بيد أن الهدف الرئيس كان لقب دوري أبطال آسيا الذي فشل البلجيكي في تحقيقه بعد خروجه على يد ذوب هان أصفهان الإيراني في نسخة 2011 بخسارته ذهاباً وإياباً بذات النتيجة (0 /1) ومنها بدأ الفريق يتراجع مستواه تدريجياً.
وجاء التخلي عن جيرتس كبداية لقصة التراجع الأزرق، عندما وقع البلجيكي عقداً لتدريب المنتخب المغربي الأول بالرغم من سريان عقده مع الهلال، وبعلم من إدارة النادي التي لم تحرك ساكناً، ولم تفعل شيئاً حيال ذلك وتركته يرحل حتى من دون أن يفي بالشرط الجزائي لعلاقته الوطيدة برئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، أتبعه رحيل نجم الوسط البرازيلي ثياجو نيفيز الذي شد رحاله لبلاده موقعاً عقد إعارة لمدة عام مع نادي فلامنجو طمعاً باللعب مع المنتخب البرازيلي في بطولة كوبا أميركا 2011 على حد وصف الإدارة الهلالية آنذاك، وتواصل التراجع الهلالي إدارياً وفنياً بعد أن كان نموذجاً لعمل احترافي طبقته أندية أخرى هذا الموسم مثل الشباب والأهلي ليتفوقا على الهلال إدارياً وفنياً.
ورغم تفريط الهلال بمدربه المتمكن ولاعبه اللامع في منتصف الموسم الماضي إلا أن الفريق واصل طريقه في تحقيق البطولات بقيادة مدربه الأرجنتيني جابرييل كالديرون الذي حافظ على لقبي كأس ولي العهد ودوري زين في ظل عدم وجود منافس حقيقي، حتى جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير وشكلت صدمة كبيرة لإدارة النادي وأنصار فريقها، وهي الخسارة أمام الاتحاد (1 /3) في دور الـ16 لدوري أبطال آسيا للنسخة الماضية على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة وبالتالي الخروج المر من بطولتين آسيويتين في ظرف أشهر معدودة، تبعتها خسارة جديدة من الاتحاد بثلاثية نظيفة في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز) وخروج آخر من بطولة كانت في متناول اليد، مما تسبب في ردة فعل عكسية بدت سلبية عندما تخلى الهلال عن نجومه الأجانب المؤثرين، بدءاً بعدم التجديد للكوري الجنوبي لي يونج بيو، ومن ثم بيع عقد الروماني ميريل رادوي للعين الإماراتي، تبعه نجم الفريق الأول وقائده ياسر القحطاني الذي وقع للفريق ذاته بعقد إعارة لمدة عام، إضافة لإعارة السويدي كريستيان ويلهامسون للأهلي القطري، لمدة 6 أشهر عاد بعدها للفريق بيد أنه لم يكن ذلك العنصر المؤثر الذي أذهل المتابعين في مواسم مضت.
وكانت خطوة إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تهدف للتغيير بحثاً عن التجديد وضخ دماء أكثر رغبة في العطاء والطموح، وبدء مرحلة جديدة بالتعاقد مع المدرب الألماني توماس دول وكذلك ضم المغربيين الدوليين عادل هرماش ويوسف العربي إضافة للكوري الجنوبي يوو بيونج سوو وأخيراً الكاميروني اشيلي إيمانا، وهي المجموعة التي كانت إدارة النادي تعقد عليها آمالاً كبيرة في إعادة مستويات الفريق ولو بشكل تدريجي إلا أن الذي حدث كان عكس ذلك تماماً لتعي إدارة النادي أخيراً أنها فرغت الفريق من نجومه المؤثرين وتزامن ذلك مع عدم إيفاء المدرب والعناصر الأجنبية الجديدة بما هو منتظر منها، ليستمر تراجع أداء الفريق ونتائجه وبالتالي التفريط في اللقب وسط ذهول أنصاره.
وتطمح الجماهير الهلالية في أن تعي إدارة النادي الدرس جيداً وتبدأ في تصحيح وضع الفريق في حال استمرار الإدارة لفترة رئاسية جديدة لأربع مواسم مقبلة، بأن يتم التعاقد مع مدرب كفء على مستوى عال إضافة لرباعي أجنبي يشكل إضافة فنية للفريق، ولا تغفل الجماهير الهلالية أهمية جلب عدد من العناصر المحلية البارزة وسد المراكز التي يعاني منها الفريق بوضوح منذ سنوات.