قيل حديثا إن القيادة فن وذوق وأخلاق وعندما أقرأ هذه المقولة أتذكر مقولة أخرى وهي (خلك ذيب) خصوصا عندما أقود سيارتي في شوارعنا وبين أزقة حوارينا، فأين الفن؟ عندما تتجاوزك السيارة وهي تترنح يمنة ويسرى، وتجده يحدث نفسه وربما قرينه أياً كان (خلك ذيب)، وأين الذوق عندما تتفاجأ بأن من يقف في أقصى اليمين عند الإشارة يريد أن يتجاوز الجميع ليذهب إلى أقصى اليسار مؤمنا بمقولة (خلك ذيب )، وأين الأخلاق من شخص وقف بسيارته عثرة أمام من يريد الاتجاه بسيارته إلى اليمين لأنه لا يريد أن يقف بسيارته أمام الإشارة منتظما بأبسط أدبيات القيادة مثل الجميع وهو يتذكر (خلك ذيب).
قوانين القيادة في جميع الدول تقول الأحقية لمن داخل الدوار أما في شوارعنا اضطررنا لوضع إشارة عند كل دوار لأن الأحقية للذيب. حادثة سردها أحد الأصدقاء ولو لم أرها بعيني لما صدقت تجد شخصا يشير بمصباح سيارته أنه متجه إلى اليمين وتفاجأ بأنه اتجه إلى اليسار، وإذا تسبب في حادث أخبرك بأنك أنت السبب فلا عقل لديك إن كنت تتبع (لمبة) الآن وقد جاء ساهر فهل سيفرض هيبته على ( الذيب) أم ستتبدل المقولة إلى (خلك ذيب ولو ساهر).
حقيقة لا مفر منها فقد أصبحت القيادة هما في شوارعنا ومن يخرج من بيته ربما لا يعود إذ لو كان 10% من قائدي المركبات يؤمنون بمقولة (خلك ذيب) فستصبح شوارعنا غابة. أتمنى أن يعود كل قائد مركبة إلى رشده وألا تكون مقولة ( خلك ذيب) قدوته، وأن يكون ديننا هو من يوجهنا فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا بإعطاء الطريق حقه وكف الأذى عن الناس، فأنا لا أريد أن أكون ذئبا بل أريد أن أكون مسلما، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
 

هاني حمد النجم