دخيل محمد القرني
وصف أحد المعلمين طلابه بـ(الفاشلين) و(الأغبياء) وأنّه تعب وتعب وتعب من أجل تفهيمهم لكنهم ضعيفو الاستجابة، وقليلو الإدراك، والجدير بالذكر إنّ هذا المعلّم درّس في مراحل التعليم العام كافة (الابتدائي، المتوسط، الثانوي) وجميعهم في نظره تنطبق عليهم الأوصاف السابقة.
إذن أين تكمن المشكلة؟
قيل له: هل تعرّفت على خصائص نمو طلابك؟ قال: لا. قيل له: هل استخدمت طرائق تدريس حديثة؟ قال: لا. قيل له: هل أتحت للطلاب فرصة الحوار والمشاركة الفعّالة؟ قال: لا. قيل له: هل أشبعت حاجات الطلاب ورغباتهم التي يريدون؟ قال: لا أدري ما حاجاتهم. وهل يحتاجون شيئا غير التلقين؟ وهل أنا مطالب بغير مفردات المنهج؟! قيل له: هل تدرّس طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بالطريقة نفسها التي تستخدمها مع الابتدائية؟ قال: نعم، نعم، وهي طريقة مجدية: وهل (لتدريس الطلاب) أكثر من طريقة؟ هم، هم طلاب في كل مرحلة؛ لكن (مين) يفهم؟
بعد انتهاء الحوار اتضحت المشكلة، واعترف المعلّم بخطئه، وأقرّ ببراءة الطلاب مما نسب إليهم من أوصاف.
أمنية: أتمنى أن يتجنب المعلّم الأساليب والطرائق التي تعلّم بها يوم كان طالبًا في المدرسة، وعليه أن يلجأ إلى أساليب وطرائق تتوافق مع رغبات وميول طلاب العصر الحالي.
فالعصر الذي تعلّمنا فيه يختلف تمًامًا عن العصر الذي نعلّم فيه.